le12.ma
تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي معلومات واردة من تندوف تفيد بأن الداه البندير، رئيس ما يسمى “الدرك الصحراوي”، تمّت تصفيته بنيران البوليساريو خلال محاولته الهرب إلى المغرب وتسليم نفسه للقوات المسلحة الملكية بمعية بعض معاونيه، وبأنه لم يتم استهدافه بأية طائرة مسيرة أو مدفعية مغربي، وفق ما حاولت الآلة الدعائية للانفصاليين وللنظام الجزائري إظهاره للعالم.
وطاردت دورية عسكرية لـ”البوليساريو”، و بأوامر عليا من زعيم الانفصاليين، إبراهيم غالي، بحسب المعلومات ذاتها، الفارّين وأطلقت عليهم النار قبل اقترابهم من الجدار العازل. وبعد ذلك تمّت إشاعة أنهم قُتلوا لنيران القوات المغربية، وتسريب “الخبر” إلى الإعلام الجزائري والانفصالي على هذا الأساس، للتمويه، وبالتالي تجنّب اشتعال غضب في مخيمات المحتجَزين.
وقد جرى تناول “خبر” مقتل القيادي العسكري الانفصالي بنيران القوات المغربية إعلاميا على نطاق واسع، علما أن المغرب لم يصدر أي بيان رسمي في الموضوع. كما أن ما يسمى “وكالة الأنباء الصحراوية” نشرت الخبر، ثم عادت لتحذفه، في الوقت الذي أفادت المصادر القريبة من الجدار العازل جنوب المغرب بأن هذا الموضوع ليس حديثا رائجا هناك وبأن القوات المغربية لم تحرك طائرات مسيرة ولم تقصف أحدا بالمدفعية في تلك الليلة.
وفي هذا السياق كتب الإعلامي محمد أوموسي أن “رواية” مقتل البندير بطائرة مسيرة أو حتى بالمدفعية المغربية “لا تدخل العقل منطقيا لعدة أسباب، أولها العمر، فالهالك كان يبلغ من العمر 66 عاما، ومشاركته و هو في هذا العمر في عملية قتالية خطيرة مزعومة لا يقبلها عقل، خصوصا إذا علمنا أن العسكري العادي يتقاعد في كل جيوش العالم عن عمر 53 عاما، وإذا كان برتبة رفيعة يتقاعد عن 56 عاما”.
وتابع أوموسي أن السبب الثاني: ماذا كان يفعل قيادي برتبة جنرال ورئيس درك في الخطوط الأمامية الأولى في الساعة الثانية صباحا قبل الفجر؟ ثم إن قوات حفظ السلام الأممية “مينورسو”، التي تراقب كل صغيرة وكبيرة قرب المنطقة العازلة وتسهر على تنفيذ وقف إطلاق النار وتسجيل من يخرقه لرفع تقارير إلى مجلس الأمن قالت إنها سمعت بخبر مقتل البندير عبر الإعلام ولكنْ ليس لها أية معلومات كافية”.
وتابع المتحدث ذاته أن “كل المعطيات والمؤشرات الموجودة تقول إن ما جرى مع الداه البندير مجرد تتمة للتصفية الداخلية التي باشرتها قيادات منظمة البوليساريو، والذي على ما يبدو كان التالي على قائمة التصفيات والاغتيالات لاختلافه معها، في ظل ارتفاع الأصوات المطالبة بالانخراط في المشروع المغربي الذي يعطي الأقاليم الصحراوية حكما ذاتيا وتزايد الدعم الدولي الواسع له.
وختم أوموسي بقوله إنه “إذا تأكد أن البندير جرت تصفيته بأمر مباشر من زعيم الانفصاليين وألصق ذلك بالقوات المغربية فهذا يعني أن قيادة البوليساريو تعيش تصدّعا كبيرا تحول إلى استهدافات مباشرة للمخالفين لها في الرأي، ومن المتوقع أن يكون هناك المزيد من هذه الاغتيالات والتصفيات”.
