لا يحتاج الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مثله في ذلك مثل كل حزب حقيقي منذور لمهمة تاريخية، إلى شهادة حياة، تثبت جدارته بالوجود، لا سيما وقد أنجبته الوطنية وكان ابنا للتاريخ، وثمرة الالتزام الأخلاقي الكوني..بهذه العبارة رد حزب الاتحاد الاشتراكي على حسن نجمي،عضو المكتب السياسي للحزب سابقا الذي اعتبر أن “الحزب مات ولم يدفن بعد”.

وكان نجمي صرح في برنامج على قناة ” ميدي 1 تي في”، أن “الاتحاد الاشتراكي انتهى ”، وأنه  أصبح”جثمانا لم يُدفن بعد”, وأضاف أن “90 في المئة من المناضلين الحقيقيين يوجدون خارج الحزب”، وأن “الذين يسيرونه اليوم هم، في أغلبهم، غرباء عن مشروعه الأصلي”، معتبرا أن ما يجري داخل التنظيم هو “ماكينة لإنتاج حزب آخر  بالاسم نفسه”.  

في “رسالة الاتحاد” المنشورة على موقع الحزب،  أكد التنظيم أنه واجه على مر تاريخه الطويل والحافل بالتضحيات والنضال، “خصوم ألدّاء متمرّسون في التربص به، لم يتركوا وسيلة من وسائل القتل إلا وجربوها: الاغتيال، الإعدامات، المنافي، التشريد، والحرب الأيديولوجية، والتضليل، والتغليط، والتكفير.  

وأضافت الرسالة أن  الحزب رغم “تجريب كل أنواع  الأسلحة ضده،  ظل واقفا، صلبا، يواجه العواصف والأعاصير، يواجه المؤامرات والضربات، يواجه حملات الاجتثاث”

 في الوقت نفسه، أقرت الرسالة أن “الاتحاد لم يسلم أيضا من تفكيك ذاتي وداخلي لاعتبارات، ليس أقلها المزايدة، في كل مرحلة مرحلة، على قياداته.: حدث ذلك مع الفقيد الكبير عبد الرحيم بوعبيد ومهاجمته من بعض أبنائه ومجايليه.. وحدث ذلك مع السي عبد الرحمان اليوسفي..و عبد الواحد الراضي وقبله محمد اليازغي، … وما زال ذلك مستمرا بشكل من الأشكال، المتغيرة والمتطورة، والتي لا ثابت فيها سوى استهداف وجوده والتشكيك في جدارته النضالية حينا، وفي اتهامه بالتمخزن أو المساومة أو التخلي عن المهام التاريخية. أو بالموت في النهاية”.

وذهبت الرسالة إلى حد التأكيد بأنه  في أحيان  كثيرة” كانت الصدمات الداخلية لا تراعي مخططات الاستهداف الخارجية  بل تلتقي معها، لقاء موضوعيا، يثير الحيرة ويسبب الشك، ولكنه هجوم كان يزيد من لحمته الداخلية ويشد القابضين على الجمر بعضهم لبعض”..

 وأكدت رسالة الحزب أنه بالنظر إلى التهجمات التي يتعرض لها الاتحاد،  “يكون من حق مناضلاتنا ومناضلينا أن يدافعوا عن وجودهم، وأن يشكوا في هذا التزامن بين التهجمات غير المنصفة، والاستحقاقات الداخلية ( المؤتمر ) والخارجية ( الانتخابات) على الأبواب . كما لو أنها ترمي إلى خلق سواتر من دخان للمناضلين تشغلهم بغير الأسئلة الواقعية التي تستوجب منهم كل الجهد الفكري والجسدي”.

 واختتمت الرسالة بالتأكد على أن الاتحاديات والاتحاديون “لم يفقدوا حرارتهم النضالية، ولا قوتهم الحيوية، وما زالوا يواصلون الصراع، في ظروف مناهضة تماما للسياسة والفعل المواطن والتطوع، لا تخفيهم انتصارات القوى المعادية للتقدم والديموقراطية وكل شعاراتها، كما لا تثبط عزائمهم الصادقة عن العمل من أجل القيام بالمهام التاريخية التي ورثوها عن قادتهم وشهدائهم وعن أجيال من المخلصين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *