ربحت الدار البيضاء، مساء الأربعاء رهان الأمان والانضباط، خلال ديربي الوداد والرجاء، المؤجل عن الجولة الخامسة من البطولة الاحترافية، بعدما مر الحدث الكروي الأبرز في المغرب دون تسجيل أي أعمال عنف أو فوضى تذكر، سواء قبل انطلاق المباراة أو بعدها.
ففي الوقت الذي كانت الأنظار مشدودة نحو مركب محمد الخامس بقلب المعاريف في العاصمة الاقتصادية وسط تخوف من تفجر مواجهات وأحدث شغب، نجح الأمن في تأمين الأجواء داخل الملعب وخارجه، وغادر الجمهور المدرجات في انتظام وسلاس، في مشهد يعكس نجاح المقاربة الأمنية والترتيبات المعتمدة لتأمين هذه القمة الكروية.
لكن في المقابل، خسر عشاق الكرة المتعة التي انتظروها طويلا، بعدما تحول اللقاء إلى عرض باهت خال من الإبداع والإثارة.
غابت الأهداف، وتكررت التوقفات بسبب الدخان الكثيف المنبعث من الشهب الاصطناعية، وكذا سقوط اللاعبين المتكرر وضعف الإيقاع العام. كلها مشاهد سلبية جعلت هذه النسخة من الديريي تصنف كالأسوأ فس السنوات الأخيرة.
وقد اضطر حكم المباراة إلى إضافة عشر دقائق في الشوط الأول وثلاث عشرة في الثاني، بسبب كثرة التوقفات، وهو ما عكس الحالة التي كانت عليها المباراة في دونور، حيث سادت فوضى اللعب وفقر الأداء الفني في واحدة من أكثر المواجهات المنتظرة في الموسم.
وهكذا، وبينما خرجت المدينة رابحة بفضل الأمن والانضباط، خرج الجمهور أكبر الخاسرين، بعدما لم يجد في “ديربي البيضاء” ما يشفي شغفه ولا ما يليق بتاريخ وسمعة القطبين.
الخلاصة، وهي أن الدار البيضاء كسبت الأمان، لكن جمهور الكرة عاش خيبة أمل كبيرة أمام واحدة من أكثر المباريات تواضعا، حتى أن كثيرين اعتبروا أن من لم يُتابعها كان أوفر حظا.
يذكر أن الأمن جند موارد بشرية وإمكانيات مادية لوجيستيكية مهمة لتأمين الديربي.
وقد سخر أكثر من 5000 عنصرا من مختلف التخصصات الأمنية والفرق الشرطية والوحدات النظامية لهذا الحدث الكروي، فضلا عن تجنيد أكثر من 150 مركبة أمنية تتوزع بين سيارات ودراجات نارية وشاحنات لمكافحة الشغب، وكذا تعبئة إمكانيات تكنولوجية متطورة للمراقبة الرقمية من بينها سيارات مجهزة بكاميرات للمراقبة ودرونات عالية الدقة.
عادل الشاوي / Le12.ma
