في مشهد يعكس التزام المملكة المغربية بهويتها المتعددة الأوجه واحترامها لدستور البلاد، تزينت حافلة المنتخب الوطني المغربي للشبان، أبطال العالم، باللغة الأمازيغية، اللغة الرسمية للبلاد إلى جانب اللغة العربية، وذلك خلال حفل الاستقبال الشعبي الكبير الذي أقيم لهم في العاصمة الرباط.
هذه الخطوة الرمزية تأتي لتؤكد مجدداً على مكانة اللغة الأمازيغية، التي حظيت بالاعتراف الدستوري كلغة رسمية للدولة منذ عام 2011، وتجسد التفعيل الحقيقي للقانون التنظيمي المتعلق بترسيمها.
وقد لاقى هذا المظهر الاحتفالي ترحيباً واسعاً، معتبراً إياه تأكيداً على أن الرياضة الوطنية هي مرآة للهوية المغربية الجامعة التي تحتفي بجميع روافدها.
وجاء تزيين حافلة “أشبال الأطلس” بأحرف تيفيناغ، إلى جانب اللغة العربية، لينهي أي جدل سابق رافق تجمعات رياضية سابقة للمنتخب، حيث شكل غياب اللغة الأمازيغية في تلك المناسبات نقطة نقاش حول ضرورة تطبيق المقتضيات الدستورية في جميع المحافل الوطنية الكبرى.
وبهذا، لم يكن استقبال أبطال العالم لأقل من 20 سنة مجرد احتفال بإنجاز كروي تاريخي، بل كان لحظة وطنية جامعة تجسد إرادة الدولة في ترجمة المبادئ الدستورية على أرض الواقع، وإبراز صورة المغرب المتعدد الذي يعتز بلغاته وثقافاته، في مشهد يؤكد أن اللغتين العربية والأمازيغية هما جناحان لهوية المملكة الراسخة.
إن حضور الأمازيغية في هذا الاحتفاء الشعبي والرسمي يُعد دليلاً آخر على احترام سمو الدستور المغربي، الذي ينص بوضوح على أن اللغتين العربية والأمازيغية هما لغتان رسميتان للبلاد، ويؤكد على مكانة الرياضة كقوة ناعمة ومجال حيوي لترسيخ قيم التنوع والوحدة الوطنية.
إ. لكبيش / Le12.ma
