​عقد المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، برئاسة الأخ عزيز أخنوش، اجتماعاً حاسماً يوم الخميس 20 نونبر 2025 بالرباط، خصص للمناقشة والمصادقة على تصور الحزب ومقترحاته بشأن تحيين مبادرة الحكم الذاتي، تحت السيادة المغربية.

يأتي هذا الإجراء تتويجاً لمسار من المشاورات وانسجاماً مع المقاربة التشاركية التي دعت إليها القيادة الملكية، ليؤكد بذلك انخراط الحزب الفعال في الجهود الوطنية للدفاع عن قضية الوحدة الترابية التي تبقى القضية الوطنية الأولى للمملكة.

​اعتزاز بـ “المقاربة التشاركية الرصينة”

​عبّر أعضاء المكتب السياسي عن اعتزازهم العميق بـ”المقاربة التشاركية الرصينة” التي اعتمدها جلالة الملك محمد السادس في تدبير هذا الملف المصيري والاستراتيجي، والتي تجلت بوضوح في الاجتماع الذي احتضنه الديوان الملكي يوم 10 نونبر الماضي.

وأكد البلاغ الصادر عن الحزب أن هذا النهج يمثل دليلاً إضافياً على انفتاح المؤسسة الملكية على جميع الأحزاب السياسية، التي تُعتبر شريكاً أساسياً ووطنياً في الدفاع عن القضية الوطنية، كما أنه يعزز وحدة الصف الوطني ويؤدي إلى تراص الجبهة الداخلية حول الثوابت الجامعة للأمة.

وفي سياق متصل، جدد المكتب السياسي ترحيبه الحار بقرار مجلس الأمن رقم 2797 الأخير، معتبراً إياه خطوة دولية جديدة ومهمة تعمل على تعزيز الدور المحوري لمقترح الحكم الذاتي، باعتباره الخيار الوحيد القابل للتطبيق، ويشكل الأساس الوحيد للمفاوضات الهادفة إلى التوصل لحل نهائي لهذا النزاع الإقليمي المفتعل، مؤكداً أن هذا الموقف الدولي يعكس الإقرار المتزايد بفعالية المسار الدبلوماسي الحكيم الذي يقوده جلالة الملك.

​تصور “متكامل” برؤية استراتيجية

​انتقل المكتب السياسي في مرحلة لاحقة للاستماع إلى عرض مفصل قدمه أنيس بيرو.

تضمن هذا العرض خلاصات العمل الدقيق والمكثف الذي قامت به اللجنة المكلفة بإعداد تصور الحزب ومقترحاته لتحديث المبادرة، حيث أوضح العرض أن اللجنة اعتمدت في صياغتها على مجموعة من المرجعيات والمنطلقات الاستراتيجية.

وتمثلت هذه المرجعيات في التوجيهات الملكية السامية الواردة في الخطب، واستندت على مضامين النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، واستوعبت في ذات الوقت قرارات مجلس الأمن الدولي الأخيرة، إضافة إلى تحليل دقيق ومقارنة لتجارب دولية أخرى في هذا المجال، وهو ما أفضى إلى إعداد وثيقة متكاملة.

وبعد إجراء نقاش “عميق ومستفيض” شمل كافة مكونات وجوانب هذا التصور، قام أعضاء المكتب السياسي بالمصادقة بالإجماع على المقترح النهائي للحزب، ليتم بعدها مباشرة الشروع في رفعه إلى المقام السامي لجلالة الملك.

​لم شمل الإخوة والعودة إلى الوطن الأم

​أكد البلاغ بشكل قاطع أن هذا التصور الذي تم اعتماده يجسد بصدق الإرادة الوطنية الصادقة لفتح آفاق جديدة ومشرقة أمام جميع إخواننا المحتجزين في مخيمات تندوف.

وشدد الحزب على أن الهدف الأساسي من وراء هذه الرؤية هو ضمان عودتهم الآمنة إلى وطنهم الأم، ولَمّ شملهم بأهلهم وذويهم، والمساهمة الفاعلة في بناء مستقبلهم الزاهر وفي تدبير شؤونهم المحلية داخل الأقاليم الجنوبية، كل ذلك في إطار المغرب الموحد وتحت سيادته الكاملة، كما أكد على ذلك جلالة الملك في خطبه الأخيرة.

إدريس لكبيش / Le12.ma

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *