عاد التيكتوكر المراكشي الشهير، عبد الإله، المعروف بلقب “مول الحوت”، ليحتل واجهة الجدل الإعلامي مجددًا، لكن هذه المرة بلهجة مختلفة تحمل طابع الاعتذار والندم.
جاء ذلك بعد نشره مقطع فيديو جديداً يعتذر فيه رسمياً ومباشرةً لأساتذة المغرب قاطبةً، ولأستاذه الذي كان هدفاً للسخرية والتنمر في فيديو سابق تسبب في موجة غضب عارمة داخل الأوساط التعليمية وفي الرأي العام.
تفاصيل محاولة الصلح المرفوضة
كشف “عبد الإله مول الحوت” في مقطع الفيديو الأخير عن محاولاته لإنهاء الخلاف بشكل ودي، مؤكداً أنه توجه شخصياً إلى المؤسسة التعليمية التي يشتغل بها الأستاذ المعني بالأمر.
وكان هدف التيكتوكر من هذه الزيارة هو تقديم اعتذار مباشر وشخصي للأستاذ، وإظهار حسن نيته في طي صفحة هذا الخلاف الذي تحول إلى قضية رأي عام.
إلا أن مساعي الصلح هذه قوبلت بالرفض القاطع من طرف الأستاذ.
وأوضح التيكتوكر أنه يحترم تماماً قرار أستاذه، الذي فضل متابعة المسار القانوني والقضائي عوض التسوية الودية.
باقة ورد، نسخة من القرآن، وعمرة هدية
كشف “مول الحوت” عن تفاصيل أخرى تخص نيته الحسنة، مشيراً إلى أنه كان ينوي تقديم باقة ورد، ونسخة من القرآن الكريم، بالإضافة إلى هدية عمرة للأستاذ، كبادرة مادية ومعنوية لإثبات صدق اعتذاره وتكفير ما بدر منه.
وعلى الرغم من رفض الأستاذ لهذه المبادرة، أكد التيكتوكر على احترامه الكامل لقرار المتابعة القانونية.
“لم يكن بغرض الإساءة”: تبرير “مول الحوت”
حاول التيكتوكر في ختام اعتذاره تبرير دوافع الفيديو الأصلي الذي أثار الأزمة.
فقد شدد على أن الفيديو “لم يكن بغرض الإساءة على الإطلاق”، مدعياً أن الهدف الرئيسي من ورائه كان فقط إبراز نجاحه الشخصي كنموذج للشاب الذي بنى نفسه، وليس التقليل من قيمة الأستاذ أو منصبه.
استمرار الأزمة.. الأستاذ يواصل الإجراءات
بينما يحاول “مول الحوت” احتواء الأزمة عبر منصات التواصل الاجتماعي ومحاولة استعطاف الرأي العام، فإن الأستاذ المعني ما زال ماضياً في إجراءات المتابعة القانونية.
هذه الواقعة تعكس حساسية التعاطي المجتمعي مع مكانة رجال ونساء التعليم في المغرب، حيث لاقت الإساءة الأولية للتيكتوكر استنكاراً واسعاً، مما دفع نقابات تعليمية وهيئات مجتمعية للمطالبة بضرورة حماية كرامة الأستاذ وضمان عدم المساس بها، معتبرين أن المساس بالأستاذ هو مساس بقدسية مهنة التعليم والمؤسسة التربوية ككل.
بداية القصة
تعود تفاصيل هذه القضية إلى مقطع فيديو مثير للجدل نشره المدعو “عبد الإله مول الحوت”، حيث أثار موجة استياء واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب ظهوره بموقف يحمل سلوكًا استعلائيًا ومهينًا تجاه أستاذ كان قد درّسه سابقًا.
ويُظهر الفيديو لقاءً عابرًا بين “مول الحوت”، الذي كان يقود سيارة رباعية الدفع حديثة، وأستاذه السابق الذي كان يستقل سيارة متواضعة.
في هذا اللقاء، تعمّد “مول الحوت” إجراء مقارنة بين السيارتين، سعيًا منه لإبراز “نجاحه المادي” على حساب وضع أستاذه، وأرفق ذلك بتعليق: “الإخوان هاهو الأستاذ اللي قال ليا والله لا طفرتيه في حياتك”.
هذا التصرف وُصف من قبل العديد من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي بأنه إهانة صريحة لفئة المدرسين، وتقليل من قيمتهم والدور المحوري للمدرسة في تنمية الأفراد.
*إدريس لكبيش/ Le12.ma
