عاش حي درب غلف بالدار البيضاء، وتحديداً منطقة قطع ولد عايشة، على وقع استنفار أمني وإداري استثنائي منذ خيوط الفجر الأولى، حيث أطلقت السلطات المحلية واحدة من أكبر عمليات الهدم الهادفة إلى إنهاء السكن غير اللائق بالمنطقة.
ويهدف هذا التحرك الواسع إلى تنقية النسيج العمراني للعاصمة الاقتصادية من بؤر العشوائيات التي ظلت لسنوات تشكل عائقاً أمام التنمية الحضرية.
تعبئة أمنية ولوجستية مكثفة
تمت هذه العملية تحت مراقبة ميدانية صارمة من مختلف الأجهزة الإدارية والأمنية، حيث جندت عمالة مقاطعات الدار البيضاء آنفا جرافات وآليات ثقيلة لتنفيذ قرارات الهدم.
وقد واكب التدخل حضور مكثف لعناصر القوات المساعدة ورجال الأمن الوطني لضمان انسيابية العملية وتفادي أي اصطدامات محتملة، وسط طوق أمني شمل مختلف المداخيل المؤدية إلى “قطع ولد عايشة” لضمان سلامة المواطنين والمارة.
سياق العملية وإنهاء النقاط السوداء
تندرج هذه الخطوة ضمن الإستراتيجية الوطنية الرامية إلى إعلان الدار البيضاء مدينة بدون صفيح، وهي العملية التي تسارعت وتيرتها في الشهور الأخيرة.
وتعتبر منطقة قطع ولد عايشة من النقاط السوداء التي طالما شكلت تحدياً كبيراً نظراً لموقعها الاستراتيجي في قلب حي درب غلف التجاري.
وقد حرصت السلطات على تنفيذ الهدم بعد استكمال كافة الإجراءات القانونية المتعلقة بإحصاء القاطنين وتوجيه الإنذارات النهائية بضرورة الإخلاء.
الحلول البديلة والمواكبة الاجتماعية
بموازاة مع تحرك الجرافات، وضعت السلطات مخططاً لمواكبة الأسر المرحلة لضمان انتقالها إلى السكن البديل المخصص لها في مناطق إعادة الإيواء.
وتتضمن هذه المسطرة منح بقع أرضية أو شقق سكنية مجهزة تتوفر على شروط العيش الكريم، بعيداً عن المخاطر التي كانت تشكلها الدور المتهالكة والبنايات العشوائية التي كانت تفتقر لأبسط شروط السلامة والتهيئة الضرورية.
نحو وجه جديد لحي درب غلف
يرتقب أن يساهم تحرير هذا الوعاء العقاري الهام في إعادة رسم الخارطة العمرانية لحي درب غلف بالكامل.
فمن شأن التخلص من هذه البنايات العشوائية أن يفسح المجال أمام إحداث مرافق عمومية جديدة وتوسعة المسالك الطرقية، مما سيخفف من حدة الاكتظاظ المروري ويحسن الجاذبية التجارية لهذا الحي الذي يعد القلب النابض للتجارة الإلكترونية والمنزلية في المغرب.
إدريس لكبيش/ Le12.ma
