​عاش ميناء مدينة آسفي، مساء أمس السبت، على وقع حالة من الاستنفار الأمني القصوى، إثر اكتشاف جمجمة بشرية كانت تطفو فوق سطح مياه الحوض المينائي، مما أثار موجة من التساؤلات وفتح الباب أمام فرضيات متعددة حول هوية صاحبها والظروف الغامضة التي أدت إلى وصولها إلى هذا الموقع.

​تدخل أمني وتقني سريع

​وفور رصد الجمجمة من طرف بعض العاملين والمتواجدين بالحوض المينائي، تم إبلاغ السلطات المختصة التي انتقلت على وجه السرعة إلى عين المكان.

وقد باشرت عناصر الشرطة العلم والتقنية إجراءات انتشال البقايا البشرية وفق البروتوكولات المعمول بها، حيث تم نقلها صوب المختبر الوطني للشرطة العلمية لإخضاعها للخبرة الطبية والتحاليل الجينية الدقيقة.

وتهدف هذه الإجراءات التقنية إلى تحديد جنس وعمر صاحب الجمجمة، بالإضافة إلى تقدير الفترة الزمنية التي قضتها في المياه، وهو ما سيشكل مفتاحاً أساسياً لفك لغز هذه الواقعة.

​فرضية الأحد الأسود تطفو على السطح

​وتتجه التحقيقات الأمنية في مسارات متعددة، لعل أبرزها الفرضية التي تربط هذا الاكتشاف بضحايا فيضانات “الأحد الأسود” التي ضربت المدينة في وقت سابق وخلفت مفقودين لم يتم العثور عليهم حتى الآن.

ويرجح مهتمون بالشأن المحلي أن تكون التيارات البحرية القوية أو عمليات حركة المياه داخل الحوض قد ساهمت في إخراج هذه البقايا من قعر البحر أو من بين الصخور المينائية بعد سنوات من الاختفاء.

​تحقيقات مكثفة تشمل كافة الاحتمالات

​إلى جانب فرضية الفيضانات، تضع المصالح الأمنية تحت إشراف النيابة العامة المختصة جميع السيناريوهات الممكنة على طاولة البحث.

ويشمل ذلك مراجعة دقيقة لسجلات المفقودين في حوادث الهجرة السرية التي شهدتها المنطقة، وكذا فحص ملفات الأشخاص المختفين في ظروف غامضة.

كما تظل الفرضية الجنائية قائمة إلى حين ظهور نتائج التشريح الطبي، حيث يسعى المحققون للتأكد من عدم وجود أي قرائن تشير إلى فعل جرمي خلف هذه الواقعة التي استأثرت باهتمام واسع لدى الرأي العام المحلي بمدينة آسفي.

إدريس لكبيش/ Le12.ma

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *