شهدت الساحة الثقافية والسينمائية مؤخرًا عرض الفيلم الوثائقي الطويل “استقلال الجزائر: قضية مغربية” للمخرج حسن البهروتي.
ويأتي هذا العمل ليُزيح الستار عن جانب مهم ومُشرق من التاريخ المشترك بين الشعبين المغربي والجزائري خلال فترة الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي.
توثيق للدور المغربي في دعم الثورة الجزائرية
يُركز الفيلم، الذي تصل مدته إلى حوالي 93 دقيقة، على الدور المحوري الذي لعبه المغرب في دعم الثورة الجزائرية حتى نيل استقلالها.
ولا يقف العمل عند حدود السرد التاريخي المجرد، بل ينطلق من سنة 1830، مع إشارة إلى التماس علماء الجزائر لـ”بيعة السلطان المغربي”، ليُعرّج على محطات بارزة وصولًا إلى فترة المقاومة المسلحة.
ويُقدّم البهروتي سرداً بصرياً دقيقاً ومُدعّماً بشهادات تاريخية، حيث يستند الفيلم إلى شهادات حية لشخصيات عايشت تلك الفترة، ووثائق أرشيفية نادرة، تُعزز مصداقية الرواية وتوثّق الأحداث.
ووفقًا للمعلومات المتوفرة، فقد قدّم الفيلم توثيقًا شاملاً لكافة أشكال الدعم المغربي للثورة الجزائرية، والتي شملت جوانب الدعم السياسي والدبلوماسي، حيث كان المغرب قاعدة خلفية للثورة، وكذلك الدعم المالي والعسكري من تقديم الدعم المادي واللوجستي، بالإضافة إلى الدعم الصحي والإعلامي والرياضي.
أهمية الفيلم وإحياء الذاكرة المشتركة
يُعدّ “استقلال الجزائر: قضية مغربية” بمثابة واجب تجاه الأخوة والتاريخ، حيث يهدف إلى صيانة الذاكرة المشتركة وتقديمها للأجيال الجديدة بأسلوب رصين وواعٍ.
ويُبرز العمل سينمائياً وحدة المصير والنضال المشترك بين الشعبين الشقيقين، مؤكدًا أن قضية استقلال الجزائر كانت بالفعل قضية مغربية في صميمها.
وقد لاقى عرض الفيلم، خصوصًا في فعاليات مثل مهرجان سينما الذاكرة المشتركة بالناظور، تفاعلاً واسعًا وكبيرًا من الجمهور، الذي اعتبره أداة فعّالة لإحياء العلاقات الأخوية بين الشعبين ونقطة انطلاق لفهم أعمق للذاكرة المشتركة.
إدريس لكبيش/ Le12.ma
