اختتمت القوات المسلحة الملكية المغربية وقوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) بنجاح تدريبات ميدانية متقدمة على السواحل الشمالية للمملكة، وتحديداً في مناطق بني حريزة وكالا إيريس بإقليم الحسيمة.
وقد شكلت هذه المناورات البرمائية المشتركة، التي امتدت لأسبوعين، دليلاً جديداً على عمق ومتانة التعاون العسكري بين الرباط وواشنطن، الهادف إلى رفع مستوى الجاهزية والعمل المشترك في بيئات عملياتية معقدة.

وأعلنت السفارة الأمريكية بالمغرب، عبر حسابها الرسمي على موقع فيسبوك، عن اختتام هذه التدريبات، مؤكدة أنها ركزت على تطوير التكتيكات العملياتية، وتعزيز الجاهزية الميدانية، وتقوية العمل المشترك بين الوحدات المغربية والأمريكية.
وقد وفرت الفضاءات الطبيعية في الحسيمة، خصوصاً المناطق الساحلية، بيئة مثالية لمحاكاة سيناريوهات الإنزال البرمائي والتمارين التكتيكية المعقدة.

من جانبها، أوضح بيان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية أن وحدات من فرقة العمليات البرمائية التابعة للفوج الأول لمشاة البحرية الملكية شاركت في التمرين، إلى جانب وحدة “فاستور” (FAST-R) التابعة لقوات المارينز الأمريكية. وانطلق هذا النشاط المشترك في السادس من أكتوبر الماضي.
ويهدف هذا التمرين، وفق المصدر ذاته، إلى الرفع من القدرات العملياتية المشتركة في مجال التخطيط للعمليات البرمائية، وصقل مهارات القوات في تقنيات الدفاع ومنع محاولات الإنزال، إضافة إلى التدريب على سيناريوهات القتال داخل المناطق الحضرية والمغلقة.

ويُعد هذا النوع من الأنشطة المشتركة أداة فعالة لتعزيز مستوى التنسيق التكتيكي ورفع الجاهزية الميدانية لدى الجانبين، مما يمكنهما من التعامل بفعالية مع التحديات الأمنية المتزايدة في منطقة المتوسط وشمال إفريقيا.
وتأتي هذه المناورات في إطار تنفيذ بنود اتفاقية التعاون الدفاعي الممتدة لعشر سنوات، التي تم التوقيع عليها في الثاني من أكتوبر 2020، إبان زيارة وزير الدفاع الأمريكي الأسبق مارك إسبر إلى الرباط.

وتُشكل هذه الاتفاقية الإطار القانوني والاستراتيجي الذي يحكم العلاقات العسكرية الثنائية، شاملة مجالات التدريب، والتجهيز، وتبادل الخبرات العملياتية.
ويعكس التنظيم المنتظم لهذه التمارين البرمائية واللوجستية مستوى الثقة المتبادلة العالية بين المؤسستين العسكريتين في البلدين، والتزامهما المشترك بتطوير قدرات دفاعية مشتركة قادرة على حفظ الأمن والاستقرار الإقليمي.
إدريس لكبيش/ Le12.ma
