الرباط: جواد مكرم
“الجهات المعنية، وفور وقوع الحادث الأليم، باشرت التحقيقات الضرورية لتحديد بالضبط ما جرى، وأيضا لتحديد المسؤوليات”.. كانت هذه واحدة من العبارات “الصارمة”، التي خاطب بها سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، من حضر من الوزراء، المجلس الحكومي الذي عُقد صباح اليوم الخميس في المشور بقصر الرباط، ونقلها عنه الإعلام الرسمي للدولة، دون أن يتناول باقي كلمة المسؤول الحكومي حول فاجعة ما سمي “ملعب الموت”، ضاحية تارودانت.
وتشير المعطيات المتوفرة لدى صحفية “le12.ma” الإلكترونية إلى أن رئيس الحكومة كان غاضبا وهو يتحدث عن فاجعة ملعب تارودانت، وقال: “أنا ابن المنطقة وأعرف ما معنى “الحْملة ديال الوادْ” فلا يعقل القبول بما وقع!”.. مضيفا: “على العموم، السلطات المختصة باشرت التحقيقات لمعرفة ما جرى بالتحديد في ملعب تارودانت”….
واستنادا إلى المعطيات ذاتها، فقد عبّر رئيس الحكومة عن رغبة الجميع في معرفة ما جرى، حتى يتم تطبيق القانون في حق الجميع، لذلك توجه إلى الوزراء المعنيين بالملف مطالبا إياهم بموافاته بمستجدات هذه القضية، وقبل ذلك، بحث سبل عدم تكرار ما وقع.
في خضمّ ذلك، تؤكد المعطيات التي حصلت عليها الصحيفة أن أعضاء الحكومة ظلوا ينصتون إلى كلمة رئيس الحكومة بـ”انتباه”، بينما كان الوزراء المعنيون بالفاجعة يتحسسون رؤؤسهم من أي هجوم مباغت من رئيسهم.
وقد تغيّب عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، عن هذا الاجتماع، الذي حضره نور الدين بوطيب، الوزير المنتدب في الداخلية، والسبب وفق المعطيات المتوفرة لدى صحفية “le12.ma” الإلكترونية، تواجده في مهمة، بيد أنه يتابع عن طريق مصالح خاصة بمقر وزارة الداخلية، المعروف اختصارا لدى رجال السلطة بـ”السونطرال”، تطورات فاجعة تارودانت.

وإضافة إلى توصله بتقارير المصالح الموازية، وعلى رأسها مديرية الشؤون الداخلية، حول الفاجعة سيتوصل وزير الداخلية بتقرير من الجنرال عبد الرزاق بوسيف، المفتش العام للوقاية المدينة، عرض خلاله أوجه مشاركة هذه المفتشية، التابعة لوزارة الداخلية، في تدبير “أزمة” البحث عن ضحايا سيول أعالي تارودانت والاستنفار لمواجهة السيول التي قد تهدد المنطقة من جديد ومناطق أخرى من الأطلس، بحسب “نشرة خاصة” للأرصاد الجوية.
غياب وزير الداخلية عن إجتماع لمجلس حكومي، استُهلّ بكلمة “صارمة” لرئيس الحكومة حول فاجعة تارودانت وانتهى بالتصويت على مشروع قانون من إعداد الداخلية، مع تتبعه تطورات فاجعة تارودانت، هو وفق معطياتنا، ترجمة من رأس الداخلية، لما مرره رئيس الحكومة أمام وزراء حكومته من عبارة حمّالة أوجه متعددة جاء فيها :”السلطات المختصة باشرت التحقيقات لمعرفة ما جرى بالتحديد في ملعب تارودانت”….أي توضح المعطيات المتوصل إليها:”أن هناك بحثا إداريا تجريه الداخلية تحت إشراف الوزير الوصي”.
لذلك فالأخبار القادمة من الرباط إلى تارودانت لا تسُر المسؤول الأول في عمالة تارودانت، العامل الشتوكي الحسين أمزال، الذي خرج إلى الناس اليوم لـ”يمسح” في زلة لسان فاجعة تارودانت في “القضاء والقدر”، ما جلب عليه رغم نزوله بـ”البوط والتريي”، لقيادة عملية الإنقاذ، سُخط أكثر من جهة، في مقدمتها رواد موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
ويبدو أن المستقبل المهني للعامل أمزال، الذي يتحدر من شتوكة أيت باها، وعاش فيضانات وادي بهت بالغرب، فوق كف عفريت، بعدما كان قد عُين عند التحاقه بسلك السلطة، قادما من مندوبية المقاومة بتشجيع من صهره الزعيم السياسي والمقاوم الوطني، في البداية، قائدا على بني ملال، ثم رئيس دائرة في الجديدة، فكاتبا عاما على الرشيدية ومكناس وعاملا على سيدي سليمان، ثم على تارودانت.. فهل يكون العامل أمزال أول من ستعصف به “غضبة” فاجعة “ملعب الموت”، تنزيلا للتحقيقات التي بشر بها رئيس الحكومة؟!.

