في مشاهد مؤسفة، تحولت مدينة إنزكان، ليلة الثلاثاء، إلى ما يُشبه ساحة حرب حقيقية، حيث انزلقت احتجاجات شبابية منسوبة إلى “الجيل Z” بسرعة قياسية من التعبير إلى أعمال شغب ونهب وتخريب ممنهج.
إ. لكبيش / Le12.ma
تحولت مدينة إنزكان، ليلة اليوم الثلاثاء، إلى ما يشبه ساحة حرب حقيقية، وذلك على إثر خروج احتجاجات شبابية غير مرخصة منسوبة إلى “الجيل Z”، التي اتخذت منحى خطيراً اتسم بالفوضى وأعمال الشغب والتخريب.

ووصفت مصادر متعددة المشهد في المدينة بـ “المأساوي”، حيث تساقطت الحجارة “كالأمطار”، في مواجهات عنيفة بين مجموعات من المحتجين والقوات العمومية.
وقد أدت هذه الأحداث المؤسفة إلى تسجيل العديد من الإصابات في صفوف الطرفين، علاوة على أضرار مادية جسيمة طالت الممتلكات العامة والخاصة.
أعمال شغب وتخريب تتجاوز حدود الاحتجاج
ما بدأ كحركة احتجاجية، تحوّل بسرعة إلى أعمال تخريب ممنهجة، حيث تجاوزت الفوضى حدود التعبير السلمي، وشملت استهدافاً للمؤسسات الاقتصادية والمالية.
ووفقاً للمعلومات المتداولة، فقد شهدت المدينة اقتحام ونهب عدد من المرافق الحيوية، أبرزها بريد بنك المركزي بإنزكان، كما سجلت محاولة اقتحام ونهب للمركز التجاري “مرجان” بإنزكان وإضرام النار بمحيطه.

وتشير التقارير إلى أن المحتجين قاموا أيضاً بإحراق وتكسير عدد من السيارات والممتلكات العمومية، حيث تم إضرام النار في صيدلية ووحدة فندقية، ما خلق حالة من الذعر والرعب في صفوف السكان المحليين، وأدى إلى شلل شبه تام في الحركة التجارية والاقتصادية بالمنطقة.
شرارة الفوضى.. دعوات مجهولة تقود إلى تجمهر غير مرخص
بدأت هذه الاحتجاجات العنيفة بعدما أقدم العشرات من اليافعين والشبان الملثمين بالانهيال على قوات مكافحة الشعب بوابل من الحجارة، وذلك أثناء تدخلهم لتفريق المحتجين.
وأفادت مصادر محلية، أن هؤلاء الملثمين لم يعيروا أي اهتمام لتحرك القوات العمومية نحوهم، ولا الممتلكات الخاصة للمواطنيين (سيارات) التي كانت مرمى رجماتهم بالحجارة.
وتفيد آخر الأنباء المتوصل بها من عين المكان أن ساحة سوق الثلاثاء عرفت تصعيدا خطير، حين ألحق عدد من المحتجين الملثمين، خسائر مادية وصفت بـ”الكبيرة”، بممتلكات عامة.

وإنطلقت شرارة المواجهة عندما، تفاعل شبان من المنطقة مع دعوات مجهولة للاحتجاج في الشارع وتنظيم تجمهر غير مرخص.
وحاولت السلطات المحلية المختصة، ثني هؤلاء الشبان عن إخلاء المكان، فكان أن قوبلت الدعوة بتصعيد وصف بالخطير.
ولا تزال القوات العمومية، تواصل مجهوداتها في إستباث الأمن في المنطقة، وإقتياد الموقوفين إلى الدوائر الأمنية بإنزكان، من أجل إخضاعهم لإجراءات البحث والتحقيق.
أحداث مماثلة في أيت عميرة (إصابات واعتقالات)
وفي صعيد آخر شهدت منطقة أيت عميرة التابعة لإقليم اشتوكة أيت باها أحداثا مماثلة، بعدما قام مجموعة من الشبان المحسوبين على “جيل Z” بمواجهة عناصر القوات العمومية بالحجارة.
وشهدت المنطقة أعمال تخريب وإتلاف لممتلكات عامة وخاصة، إتلاف وإضرام النار في عدد من السيارات التابعة للقوات العمومية، بالإضافة إلى تدمير حاويات للأزبال.
وقد تسببت هذه الأحداث في استنفار أمني كبير، كما أجبرت أصحاب المحلات التجارية إلى إغلاق محلاتهم على الفور.
وتدخلت القوات العمومية بشكل مكثف للسيطرة على الأوضاع، حيث شهدت المنطقة مواجهات وملاحقات بين المحتجين وعناصر الأمن.
وقد تم تعزيز التواجد الأمني بعناصر إضافية من مختلف الأجهزة للتحكم في الموقف، وهو ما أسفر عن اعتقالات واسعة في صفوف الأفراد المشتبه بتورطهم في أعمال التخريب.
وتجري حاليًا تحقيقات مكثفة، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك من أجل الكشف عن ملابسات هذه الأحداث وتحديد هوية الأطراف التي حرضت عليها.
