وضع صانع المحتوى إلياس المالكي، مساء اليوم الاثنين، رهن تدبير الحراسة النظرية، بناء على تعليمات النيابة العامة المختصة.
واتخذ هذا الإجراء في حق المالكي، حسب ما علمته الجريدة، بعد إيقافه من طرف مصالح الأمن في الجديدة.
وأوقف إلياس المالكي على خلفسة قضية تتعلق ب “القذف والتشهير”.
ويجر صانع المحتوى إلياس المالكي، من ورائه تاريخاً حافلاً بالأحداث المثيرة.
إقتحام
ففي الثامن عشر من شهر شتنبر الماضي، أثار صانع المحتوى المعروف، إلياس المالكي، جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي بعد ظهوره المفاجئ على أرضية ملعب محمد الخامس، أثناء مباراة القمة بين الرجاء الرياضي والجيش الملكي، ضمن منافسات البطولة الوطنية.
وقعت الحادثة في لحظة حساسة من المباراة، مما استدعى تدخلاً سريعاً من قبل العناصر الأمنية التي عملت على إخراجه من الملعب.
وأكدت المعطيات المتداولة وقتها بأن المالكي اتجه نحو مدرجات جماهير الجيش الملكي، في خطوة فُسرت بشكل مختلف. اعتبرها البعض محاولة لدعم أنصار الفريق العسكري، بينما رأت فيها جماهير الرجاء استفزازاً غير مبرر.
وأظهرت مقاطع فيديو لحظة إخراجه من الملعب تحت حراسة أمنية مشددة، حيث تناقلت بعض الروايات تعرضه للرشق من بعض جماهير الرجاء الغاضبة.
وقد أثارت هذه الواقعة ردود فعل متباينة، وسط عدد من المتتبعين الذين اعتبروا تصرف المالكي، تهوراً غير مسؤول كان يمكن أن يؤدي إلى فوضى داخل الملعب.
فيما تم توجيه انتقادات للسلطات داخل الملعب، بسبب تساهلها في السماح للمالكي بالقيام بهذا الفعل الذي كاد أن يتسبب في أعمال شغب، خصوصًا في مباراة حساسة بين الرجاء والجيش الملكي.
كراهية
وفي 26 أكتوبر 2024، أوقفت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، اليوتيوبر إلياس المالكي بمسكنه في مدينة الجديدة، وذلك بعد تورطه في قضية تتعلق ببث محتويات رقمية تتضمن “سبّا وقذفاً وتحريضاً على التمييز والكراهية”.
وجاء إيقاف المالكي، بناء على شكاية توصلت بها النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالرباط، من طرف 15 شخصية فاعلة في حقل الأمازيغية، ضمنها سياسيين وأكاديميين وفعاليات ثقافية وجمعوية، يتهمون من خلالها المالكي بنشر محتويات رقمية تتضمن “سبّا وقذفاً وتحريضاً على التمييز والكراهية”.
وكان المالكي قد خرج في بث مباشر انتقد من خلاله تصرفات الأمازيغ واتهمهم بقصر العقل وبالجوع قائلا “الشلح يبقى غير شلح، عقلو صغير، وجيعان”، وهو ما أثار حفيظة المكوّن الأمازيغي.
وقد أثارت تصريحات المالكي عددا من ردود فعل الغاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرت أن هذا الخطاب تضمن إهانة وإساءة وتحريضا على الكراهية وتحقيرا للهوية الأمازيغية، مطالبين الجهات المعنية بتوقيفه.
وفي 13 مايو 2024، تمت إحالة اليوتيوبر الشهير باسم “إلياس المالكي”، أمام الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالجديدة، على خلفية قضية اعتداءه رفقة أشخاص آخرين، على اليوتوبر “سيمو البورقادي”.
ووفق معطيات جريدة “le12.ma“، فقد أقدم اليوتيوبر“إلياس المالكي”، على تسليم نفسه إلى السلطات الأمنية بمدينة الدار البيضاء، بعدما أصبح موضوع مذكرة بحث وتوقيف وطنية، صادرة عن المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بأمن الجديدة، منذ شهر أكتوبر 2024.
والتي أخطرت مديرية الشرطة القضائية لدى المديرية العامة للأمن الوطني، وجرى تسليمه إلى مصالح ولاية الأمن بالجديدة، التي سبق لها أن أصدرت في حقه، برقية بحث وتوقيف وطنية.
وقد تم نقل “الستريمر”، من طرف فرقة من الشرطة القضائية التابعة لأمن الجديدة، التي انتقلت لمدينة الدار البيضاء، من أجل تسلمه الانتهاء من الإجراءات المعمول بها في مثل هذه الحالات.
السجن
وكانت هيئة الحكم في غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالجديدة، قد طوت مساء الثلاثاء 10 يناير 2024، ملف إعتداء اليوتوبرز “إلياس المالكي”، ومن معه، على المدعو “سيمو بورقادي” بإصدار أحكام بالسجن .
وقضت هيئة المحكمة برئاسة القاضية، بهيجة شفاري، على ثلاثة متهمين بثلاثة سنوات سجنا لكل متهم منهم، كل حسب المنسوب إليه من أجل تهم، السرقة الموصوفة والمشاركة والضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض، وبث وتوزيع محتوى يتضمن أقوال وصور شخص دون موافقته بغرض المساس بحياته الخاصة والتشهير.
وجاءت إدانة هؤلاء المنسوب إليها لثلاث، في وقت سبق فيه أن تقدم دفاعهم إلى هيئة المحكمة بوثيقة تنازل المشتكي محمد طويل، الشهير بإسم سيمو بورقادي، عن شكايته ضد المتهمين.
وكان إلياس المالكي، الملاحق في هذا الملف قد شارك تدوينة له مع رواد مواقع المنسوب إليه قبل ايام من صدور هذا الحكم يقول فيها بالحرف: “أنا ماشي هارب، أنا مريض بحال حسني مبارك”.
*عادل الشاوي
