شهدت العاصمة الباكستانية إسلام آباد، اليوم الثلاثاء، لقاءً بارزًا على هامش أشغال الدورة الأولى لمؤتمر البرلمانات الدولي، جمع رئيس مجلس المستشارين المغربي، محمد ولد الرشيد، برئيس الجمعية الوطنية بجمهورية الكونغو الديمقراطية، جون كلود تشيلومبايي.
ركزت المباحثات على متانة العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع البلدين، والتي وصفها ولد الرشيد بأنها “نموذج يحتذى به في إفريقيا”.
وأكد المسؤولان على أن هذه العلاقات تترسخ سنة بعد أخرى على أساس الاحترام المتبادل، والتضامن الفعال، والإرادة المشتركة في إرساء تعاون إفريقي متوازن ومثمر.
دينامية ملحوظة في التعاون البرلماني والاقتصادي
سلط رئيس مجلس المستشارين الضوء على الدينامية التي شهدتها العلاقات البرلمانية مؤخراً، مشيراً إلى تبادل الزيارات بين الوفود، ومنها الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس مجلس الشيوخ الكونغولي إلى المغرب في أبريل الماضي للمشاركة في أشغال المنتدى الثالث للحوار جنوب – جنوب، والتي ساهمت في تعميق الرؤى المشتركة حول سبل توطيد التعاون البرلماني بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أشار ولد الرشيد إلى تطور ملموس في التعاون، تجسد في توقيع عدة اتفاقيات ثنائية تغطي مجالات حيوية مثل البيئة والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى تعزيز المبادلات التجارية وتطوير الشراكات الاستثمارية.
تثمين للموقف الكونغولي الثابت من الوحدة الترابي
للمغرب
في إطار الشق السياسي، أعرب رئيس مجلس المستشارين عن تقدير المغرب للموقف الثابت لجمهورية الكونغو الديمقراطية من قضية الوحدة الترابية للمملكة.
وأكد أن اعتراف كينشاسا بالسيادة المغربية الكاملة على أقاليمه الجنوبية تجسد في افتتاح قنصليتها العامة بمدينة الداخلة سنة 2020، الأمر الذي يعكس عمق العلاقات السياسية والإيمان المشترك بعدالة القضايا الوطنية.
كما ثمن ولد الرشيد دعم الكونغو الديمقراطية للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، مذكراً بأن هذه المبادرة أصبحت اليوم “واقعاً سياسياً راسخاً ومرجعاً أممياً معتمداً”، خاصة بعد قرار مجلس الأمن للأمم المتحدة رقم 2797.
واعتبر أن هذا التطور يعكس القناعة الدولية المتنامية بأن الحل في الصحراء المغربية لا يمكن أن يكون إلا في إطار السيادة الوطنية الكاملة.
دعوة لتعزيز الدبلوماسية البرلمانية والتعاون جنوب-جنوب
من جانبه، أكد رئيس الجمعية الوطنية الكونغولية، جون كلود تشيلومبايي، أن البلدين تجمعهما علاقات تاريخية وصداقة قوية قوامها التعاون والاحترام المتبادل، معبراً عن الرغبة المشتركة في ترسيخ هذه الأواصر.
وأشار تشيلومبايي إلى أن قضايا السلم والأمن والتنمية المستدامة تشكل صلب التعاون بين الجانبين، مشدداً على أهمية تعزيز الدبلوماسية البرلمانية والتعاون جنوب-جنوب، وتطوير المبادلات في مختلف المجالات.
وأكد حرص بلده على تعزيز الحوار البرلماني من خلال تبادل الزيارات والخبرات، والتنسيق والتشاور في كل المواضيع والقضايا المشتركة.
ويأتي هذا اللقاء الثنائي الهام في سياق مؤتمر دولي تحت شعار “السلام والأمن والتنمية”، والذي يسعى إلى إرساء “ثقافة برلمانية كونية” تقوم على التعاون والتكامل والمسؤولية الجماعية في خدمة الأهداف النبيلة للمجتمع الدولي.
