تستعد مدينة أكادير، عاصمة جهة سوس ماسة، لاستقبال نخبة من السينمائيين والنقاد والجمهور من مختلف أنحاء العالم، وذلك بمناسبة تنظيم الدورة الـ 21 من المهرجان الدولي للسينما والهجرة.
هذا الحدث السنوي البارز، الذي تنظمه جمعية المبادرة الثقافية، بات موعداً لا غنى عنه في الأجندة الثقافية المغربية والدولية، حيث يسلط الضوء على واحدة من أعمق القضايا الإنسانية المعاصرة، وهي “الهجرة”، من زاوية الفن السابع.
موعد جديد للقاء السينمائي
من المنتظر أن تعقد الدورة المقبلة للمهرجان في الفترة الممتدة من 08 إلى 13 دجنبر 2025، وفقاً لما أعلن عنه المركز السينمائي المغربي والجهة المنظمة.
تأتي هذه الدورة لتؤكد على استمرارية المهرجان في رسالته التي بدأت منذ عام 2003، وهي توفير منصة فنية لمقاربة قضايا المهاجرين، والاحتفاء بالمواهب السينمائية المنحدرة من الهجرة أو التي تتناول هذا الموضوع بكافة أبعاده الاجتماعية والسياسية والثقافية.
محتوى غني وتكريم للرواد
من المتوقع أن يواصل المهرجان تقديم برنامج غني ومتنوع، يجمع بين الفن والإبداع والنقاش الفكري، حيث ستكون دولة أنغولا ضيف شرف نسخة هذه السنة.
وسيشهد المهرجان تنظيم المسابقة الرسمية التي ستعرض مجموعة مختارة من الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، المغربية والدولية، التي تتمحور حول تيمة الهجرة، للتنافس على جائزة “أركانة” المرموقة.
وإلى جانب العروض السينمائية، سيتم تنظيم ندوات وورشات عمل بمشاركة باحثين وخبراء لتعميق النقاش حول موضوع المهرجان، بالإضافة إلى ورشات تكوينية تهدف إلى دعم صناع الأفلام الشباب.
كما ستُقام أنشطة موازية تتضمن عروض أفلام مفتوحة للعموم في قاعات مختلفة، مثل سينما “صحراء”، وقوافل سينمائية تصل إلى الأحياء الشعبية ونواحي المدينة لتقريب الفن السابع من مختلف الفئات.
وكما جرت العادة، سيحتفي المهرجان بتكريم نجوم ورواد السينما المغربية والدولية الذين ساهموا في إثراء المشهد الفني، وخاصة من تناولوا قضية الهجرة في أعمالهم.
رسالة تتجاوز الشاشة
يُعد المهرجان الدولي للسينما والهجرة بأكادير أكثر من مجرد تظاهرة فنية؛ إنه ملتقى ثقافي يجسد قيم التسامح والتعايش والانفتاح التي تميز المغرب.
فمن خلال الأفلام، يُفتح الباب أمام حوار صريح حول تحديات وفرص الهجرة، مقدمًا قصصًا إنسانية عميقة تلامس الوجدان وتكسر الصور النمطية.
إن الاستعدادات الجارية لتنظيم الدورة الـ 21 تعكس الإصرار على إنجاح هذا الحدث، ليظل لسان حال المهاجرين ونافذة تطل على تجاربهم، مما يؤكد مكانة أكادير كمدينة حاضنة للإبداع وداعية للحوار الثقافي.
وينتظر الجمهور وعشاق السينما هذه الدورة بشغف كبير، متطلعين إلى عروض سينمائية جديدة ومتميزة تثري النقاش حول هذه القضية العالمية.
إدريس لكبيش / Le12.ma
