Le12.ma
لا أعرف السيد بنموسى شخصيا، ولا تربطني به أي علاقة صداقة أو عداوة، وما يهمني أولا وأخيرا هو مصلحة المغرب والمغاربة .. ولكن لقاء السيد بنموسى بالسفيرة الفرنسية، والصيغة الاحتفالية التي كتبت بها تدوينتها يثيران الكثير من التساؤلات …
وحتى الرد الصادر عن اللجنة يمكن اعتباره عذرا أقبح من زلة .. فعلى حد علمي الملك عيّن اللجنة لتقديم تقرير حول تجديد النموذج التنموي المغربي، بتشاور مع جميع مكونات المجتمع المغربي .. لأن المغاربة هم المعنيون الوحيدون بالموضوع .. ولم يرد في بلاغ تعيين اللجنة أن من اختصاصاتها مناقشة آفاق العلاقات بين المغرب والدول الأخرى …
ولا أظن بأن السيد بنموسى، بصفته سفيرا للمغرب في فرنسا، قد سبق أن تم استدعاؤه من طرف أي مسؤول فرنسي ليطلب رأيه في السياسات والخطط الموجهة للفرنسيين أو حتى ليخبره بها .. ببساطة لأن ذلك شيء لا يعني إلا الفرنسيين وحدهم …
وإذا كانت السفيرة الفرنسية تسعى لمناقشة آفاق العلاقات مع المغرب، وهذا يعني بأنها لم تقول الحقيقة في تدوينتها، فهي تعرف القنوات الديبلوماسية التي يجب سلكها مع الخارجية المغربية …
وإذا كان السيد بنموسى قد التقى سفراء آخرين قبلها، فلماذا لم يعلن عن ذلك في إطار الشفافية وإخبار المغاربة بعمل اللجنة .. علما أن اللجنة قد تواصلت بخصوص جميع اللقاءات التي عقدتها منذ انطلاقة أشغالها …

لجميع هذه الأسباب، أظن بأنه من حق المغاربة التساؤل عن السبب الحقيقي وراء لقاء السيد بنموسى بالسفيرة الفرنسية ؟ وعن المعطيات التي قدمها لها، قبل تقديم التقرير للملك وللمغاربة، علما أن السفيرة تحتفي في تدوينتها بالآفاق الاقتصادية الواعدة وبتعاقد اقتصادي جديد بين المغرب وفرنسا ؟
التواصل مهم جدا .. ولقاء بنموسى بالسفيرة وتدوينتها بتلك الصيغة يرسخان للأسف الفكرة الرائجة أصلا عن التبعية المغربية لفرنسا، ويمسان مصداقية التقرير الذي سيُقدَّم للملك !
وإذا كان المغاربة قد فقدوا الثقة في جميع المؤسسات، فلا يمكن استرجاعها بمثل هذه الإشارات التي تمس في العمق مصداقية ورش كبير يعلق عليه المغاربة آمالا كبيرة لتحسين معيشهم !.
رأيي كمواطن مغربي .. لا أحمل أي جنسية أخرى، ولا أسعى إلى ذلك …
*خالد اشيبان / باحث سياسي
