غادر المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم لأقل من 17 سنة منافسات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2023 من دور الربع النهائي، عقب خسارته بصعوبة أمام نظيره البرازيلي حامل اللقب، بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد (2-1)، في المباراة المثيرة التي جمعتهما اليوم الجمعة على أرضية الملعب رقم 7 بمنطقة أسباير بالعاصمة القطرية الدوحة.
تفاصيل المباراة.. سيناريو الشوط الثاني القاتل
شهدت المباراة ندية كبيرة بين المنتخبين، حيث تميز الشوط الأول بحذر دفاعي من الجانبين، وانتهى بالتعادل السلبي (0-0)، مع محاولات خجولة لم تشكل خطراً حقيقياً على المرميين.
ومع انطلاق الشوط الثاني، دخل المنتخب البرازيلي بقوة أكبر، مستغلاً خبرته في البطولة، لينجح في افتتاح التسجيل في الدقيقة 52 عبر لاعبه كاوين الذي استغل ارتباكاً دفاعياً وسدد الكرة في شباك الحارس المغربي.
لم يتأخر رد “أشبال الأطلس” كثيراً، حيث ضغطوا بقوة لإدراك التعادل، وهو ما تحقق بالفعل في الدقيقة 60 عندما تمكن المهاجم المتألق زكرياء وزان من تسجيل هدف التعادل بتسديدة قوية، معيداً الأمل للجماهير المغربية والعربية.
غير أن فرحة التعادل لم تدم طويلاً، فبعد أربع دقائق فقط، عاد المنتخب البرازيلي ليضع حداً للمباراة بهدف ثانٍ في الدقيقة 64، من إمضاء اللاعب إستيفاو، الذي منح “السامبا” التقدم من جديد، وهو الهدف الذي حافظ عليه البرازيليون حتى صافرة النهاية رغم المحاولات المغربية اليائسة في الدقائق المتبقية.
حصيلة مشرفة ومستقبل واعد
على الرغم من مرارة الإقصاء من دور الثمانية، إلا أن مشاركة المنتخب الوطني المغربي لأقل من 17 سنة تُعتبر إنجازاً تاريخياً بكل المقاييس. فقد تمكن “الأشبال” بقيادة المدرب سعيد شيبة من تجاوز دور المجموعات بنجاح، وتأهلوا على حساب فرق عريقة قبل أن يصطدموا بحائط البرازيل القوي.
وقد أظهر اللاعبون المغاربة مستوى عالياً من الانضباط التكتيكي والمهارات الفردية، مقدمين بذلك صورة مشرقة عن الكرة المغربية، ومؤكدين أن هذه الفئة العمرية تملك مستقبلاً واعداً قد يثري صفوف المنتخب الأول في السنوات القادمة.
وبهذه النتيجة، يواصل المنتخب البرازيلي مسيرته نحو الاحتفاظ باللقب، فيما يعود المنتخب المغربي إلى الديار بعد أن نال إشادة واسعة بأدائه البطولي في الأراضي القطرية.
إدريس لكبيش / Le12.ma
