​في إطار التعبئة الوطنية الشاملة لتجهيز المملكة لاحتضان كبرى المواعيد الكروية العالمية والقارية، ترأس رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم الأربعاء بالرباط، اجتماعاً رفيع المستوى خصص لرسم ملامح المستقبل للبنية التحتية الرياضية الوطنية.

وشكّل هذا اللقاء، الذي حضره وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، ومسؤولو الشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية، منصة للإعلان عن انطلاقة جديدة تتماشى مع الطموحات الملكية السامية بجعل الرياضة رافعة للتنمية الشاملة.

​رؤية استراتيجية بمرتكزات دولية

​خلال أطوار الاجتماع، قدم يوسف بلقاسمي، رئيس الإدارة الجماعية لشركة “سونارجيس”، عرضاً مفصلاً حول الخطة الاستراتيجية الجديدة التي تتبناها المؤسسة في هذه المرحلة المفصلية.

وتستند هذه الرؤية على دعامة تثمين المكتسبات والخبرات التي تراكمت منذ التأسيس في عام 2008، بالتوازي مع دعامة الاستثمار في الرأسمال البشري لضمان تدبير احترافي يضاهي المعايير العالمية.

كما يبرز التوجه الجديد للشركة نحو تكريس العدالة المجالية عبر تقوية حضورها في مختلف جهات المملكة، والابتعاد عن منطق المركزية من خلال تقديم خدمات رياضية وقريبة تلبي تطلعات الساكنة.

​الملاعب الكبرى وسباق مع الزمن

​احتل ملف تأهيل الملاعب الكبرى حيزاً مركزياً في النقاشات، حيث تم استعراض التقدم المحرز في أوراش التأهيل والتوسعة للملاعب المرشحة لاستضافة نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030.

وتعتمد “سونارجيس” في هذا الصدد منظومة حكامة دقيقة تضمن التتبع التقني والإداري والمالي الصارم، مع الحرص التام على تنفيذ المشاريع وفق المعايير الدولية الصارمة وفي الآجال الزمنية المحددة، بتنسيق وثيق مع كافة القطاعات الوزارية والشركاء المؤسساتيين.

​توجيهات حكومية بنفس جديد

​من جانبه، استلهم رئيس الحكومة عزيز أخنوش في كلمته التوجيهات الملكية السامية للملك محمد السادس، التي تولي عناية فائقة لقطاع الرياضة وتجهيزاتها.

ودعا أخنوش إلى ضرورة تسريع دينامية العمل وتنزيل الخطة الاستراتيجية بفعالية قصوى، مؤكداً أن المرحلة الحالية تقتضي تحويل المنشآت الرياضية إلى قاطرة للتنمية الترابية المندمجة، وعدم حصر أدوارها في استضافة المباريات فقط، بل جعلها فضاءات حية تساهم في الدينامية الاقتصادية والاجتماعية.

​تحديات كبرى وآفاق واعدة

​تأتي هذه التحركات في سياق زمني يتسم بوضع اللمسات الأخيرة على تحضيرات “الكان”، والاستعداد للمحطة المونديالية الكبرى.

وبصفتها الفاعل الأول الذي يدبر حالياً حوالي 78 بنية تحتية رياضية موزعة على ست جهات، تجد “سونارجيس” نفسها أمام مسؤولية تاريخية لكسب رهان الجودة والتميز في التنظيم، بما يعكس الوجه الحضاري والمؤهلات الكبرى التي باتت تزخر بها المملكة المغربية على الصعيد الدولي.

إدريس لكبيش / Le12.ma

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *