أكد عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، اليوم السبت في المحطة العاشرة من جولة “مسار الإنجازات” المنظمة بمدينة الرشيدية أن المهمة الأساسية للحكومة والحزب يمكن تلخيصها في مبدأ واحد واضح: خدمة الوطن وخدمة المواطن في جميع الجهات بنفس الجهد والنفس السرعة، دون تمييز أو إقصاء.
وأشار رئيس حزب الأحرار إلى أن الشعار الذي رفعه الحزب قبل تحمل المسؤولية سنة 2021 “تستاهلو الأفضل” لم يكن مجرد وعد انتخابي، بل التزام عملي تُرجم إلى إجراءات ونتائج واقعية، رغم صعوبة الظرفية الدولية والإكراهات الاقتصادية التي عرفها العالم.
وأوضح أخنوش أن العمل الحكومي يستند إلى رؤية شاملة قوامها ترسيخ العدالة الاجتماعية وضمان تكافؤ الفرص وصون كرامة المواطن المغربي، مستحضراً التوجيهات الملكية السامية لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، التي دعت بوضوح إلى تسريع وتيرة الإنجاز في مجالات الحماية الاجتماعية والصحة والتعليم والاستثمار وخلق فرص الشغل. وأضاف أن الحكومة تعتبر تنزيل هذه الرؤية الملكية أولوية قصوى، باعتبارها رؤية تجعل المواطن والأسرة المغربية في صلب السياسات العمومية والبرامج الاجتماعية.
وتوقف رئيس الحزب عند الإقرار بأن المسار التنموي لم يكتمل بعد، وأن المواطن ما يزال ينتظر رؤية أثر الإصلاحات بشكل ملموس في محيطه اليومي، في المستشفى الذي يقصده، والطريق التي يسلكها، والمدرسة التي يدرس فيها أبناؤه، والسوق الذي يتزود منه بحاجياته. مشدداً على أن هذا الانتظار مشروع، وأن من واجب الحكومة الاستمرار في العمل حتى يشعر المواطن في كل حي وقرية ومدينة بنتائج هذه المجهودات.
وفي جواب صريح عن التساؤلات المتعلقة بحصيلة العمل الحكومي، أكد أخنوش أن التقدم حاصل بالفعل، مستعرضاً جملة من الإنجازات الملموسة، في مقدمتها الزيادة في الأجور التي استفادت منها حوالي أربعة ملايين أسرة، وتنزيل برامج الحماية الاجتماعية التي أصبحت تشمل ملايين المواطنين من أطفال وكبار سن وأسر في وضعية هشاشة. كما تم فتح باب الانخراط في التغطية الصحية لفئات كانت محرومة منها لعقود، إلى جانب إطلاق أوراش إصلاح واسعة في قطاع الصحة بمختلف جهات المملكة لتقوية العرض الصحي والرفع من جودة الخدمات.
وفي مجال التعليم، أبرز أخنوش فتح القطاع على مسارات جديدة ومبتكرة، من خلال تعميم مدارس الريادة والتوسع في التعليم الرقمي، وإحداث مدارس الفرصة الثانية لمحاربة الهدر المدرسي، إلى جانب إطلاق مدن المهن والكفاءات لتأهيل الشباب وربط التكوين بسوق الشغل. كما أشار إلى الرفع من وتيرة الاستثمار العمومي والخاص بما يواكب الدينامية الاقتصادية الوطنية، مسجلاً في السياق ذاته النتائج الإيجابية لقطاع السياحة الذي بلغ أرقاماً قياسية جعلت من المغرب الوجهة الأولى في إفريقيا والأكثر جاذبية على المستوى القاري.
ورغم هذه المكاسب، شدد رئيس الأحرار على أن الطريق ما يزال طويلاً، وأنه لا يمكن القبول بأن يشعر أي مواطن أو منطقة بالتهميش، مؤكداً أن كل جماعة وكل إقليم وكل جهة لها الحق الكامل في التنمية. وخص جهة درعة تافيلالت بالذكر، معتبراً أنها تعرف فوارق مجالية كبيرة رغم ما تتوفر عليه من مؤهلات طبيعية وإمكانات واعدة، الأمر الذي يستدعي مضاعفة الجهد لضمان إنصافها تنموياً.
وفي هذا الإطار، أشار أخنوش إلى الجهود المبذولة لتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي بالمنطقة، عبر مشاريع في الصحة والتعليم والنقل والبنية التحتية، إضافة إلى برامج توفير الماء الصالح للشرب والكهرباء بالعالم القروي وتحسين شروط العيش.
وفي محور آخر من كلمته، توجه أخنوش بنداء قوي إلى المنتخبين المحليين بضرورة تعزيز سياسة القرب من المواطنين، والحفاظ على التواصل الدائم معهم، والاستماع الجاد لانشغالاتهم والتفاعل مع انتظاراتهم بشكل مسؤول وميداني، مؤكداً أن ثقة المواطنين تضع على عاتق المنتخبين واجب الحضور الدائم والعمل المخلص.
واعتبر رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار أن المغرب اليوم يكتب صفحة جديدة عنوانها بناء الدولة الاجتماعية، دولة يرتكز مشروعها على العدالة والكرامة والإنصاف والمساواة في الفرص، بما يضمن حياة كريمة لجميع المواطنين وآفاقاً أرحب لشباب المملكة.
وأكد أخنوش على أهمية التسجيل في اللوائح الانتخابية، داعياً أعضاء الحزب إلى الاضطلاع بواجبهم التأطيري في شرح مساطر التسجيل التي أطلقتها وزارة الداخلية، باعتبارها حقاً دستورياً للمواطنين، وآلية أساسية لتمكينهم من ممارسة الاختيار الحر والديمقراطي والمساهمة الواعية في بناء مستقبل بلادهم، واختيار من يمثل تطلعاتهم ويستجيب لأولوياتهم. مؤكداً في الأخير أن المغرب يستحق الأفضل، وأن العمل سيستمر من أجل بناء وطن قوي وعادل يتسع لجميع أبنائه.
