في كلمة رسمت ملامح المرحلة القادمة من عمر الولاية الحكومية، أكد عزيز أخنوش، رئيس الحكومة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، أن الدخول السياسي الحالي يختلف عن سابقيه.
إ. لكبيش / Le12.ma
أكد أخنوش أن الدخول السياسي الحالي يختلف عن سابقيه، حيث يركز حزب “التجمع الوطني للأحرار” على التواصل المستمر مع المواطنين ضمن مسار “الإنجازات”، بعيدًا عن ما وصفه بـ “المنطق المناسباتي” الذي تتبعه بعض الأحزاب.
سنة استكمال الإنجازات.. وحصادها الانتخابي
أوضح أخنوش أن السنة الأخيرة من الولاية الحكومية ستكون سنة حاسمة لاستكمال المشاريع الكبرى، مع التأكيد على ضرورة تجنب هدر الوقت الحكومي.
وأشار إلى أن هذه الفترة هي أيضاً سنة انتخابية بامتياز، مما يحتم عليه كرئيس للحكومة الحفاظ على توازنات الائتلاف الحكومي لضمان تنفيذ البرامج التنموية بالشكل المطلوب.
وحذر من أي خطاب تشويشي قد يؤثر على سير عملية الإصلاحات، مؤكداً أن مسؤولية إيصال “قطار البرامج التنموية” إلى محطته الأخيرة تقع على عاتق الأغلبية الحكومية.
مشاريع تنموية كبرى.. تسريع وتيرتها لمواكبة التحديات
لم يقتصر حديث أخنوش على السياسة، بل استعرض مجموعة من الأوراش التنموية الكبرى، بدءاً من تحدي الإجهاد المائي.
كشف عن إنجاز محطة تحلية مياه البحر بآسفي، وهو مشروع طموح سيزود مدينة مراكش بالماء الصالح للشرب قبل نهاية عام 2026.
وفي قطاع السياحة، أشار رئيس الحكومة إلى التطور المستمر لمؤشرات القطاع، مؤكداً أن النجاح في بلوغ 20 مليون سائح لم يأت من فراغ، بل نتيجة العمل الجاد والاستثمارات الناجحة.
وكشف عن مشروع توسعة مطار مراكش المنارة لمواكبة الطلب المتزايد.
وأكد أن الأوراش التنموية في المدينة، بما في ذلك الصحة والتعليم والبنيات التحتية، تسير بوتيرة متسارعة استعدادًا لاستضافة كأس أفريقيا 2025 ومونديال 2030، مشدداً على أن هذه التظاهرات هي مجرد عامل لتسريع إنجاز المشاريع الموجهة أساساً لخدمة المواطن.
جهود متواصلة لإعادة إعمار الحوز
أكد أخنوش على متابعته الشخصية لملف زلزال الحوز، مشيراً إلى ترأسه لـ 16 اجتماعاً في هذا الخصوص. واستعرض إنجازات الحكومة في هذا المجال، بما في ذلك تقديم المساعدات المالية الشهرية للأسر المتضررة، واستكمال بناء أكثر من 51 ألف منزل، وشق مئات الكيلومترات من الطرق والمسالك القروية، وتأهيل المدارس والمراكز الصحية.
وأقر بوجود تحديات، لكنه شدد على أن الواقع يظهر تحسناً ملحوظاً في المنطقة.
التعليم والصحة: إصلاحات هيكلية رغم التحديات
تطرق أخنوش إلى قطاعي التعليم والصحة، مؤكداً أن حكومته وضعتهما في صلب أولوياتها. وفي التعليم، أشار إلى تحويل 50% من المدارس الابتدائية إلى “مدارس رائدة”، وتعميم التجربة لتشمل جميع المدارس الإعدادية والابتدائية بحلول عام 2027، بهدف تعميم التعليم الجيد وليس فقط بناء النخبة.
كما أشاد بجهود نساء ورجال التعليم في إنجاح هذا البرنامج.
أما في الصحة، فقد أكد على العمل الكبير الذي قامت به الحكومة في إعداد القوانين ورفع الميزانيات، مشيراً إلى افتتاح مستشفيات جامعية جديدة، وإطلاق المجموعات الصحية الترابية (GST) بهدف منحها استقلالية إدارية.
ورغم اعترافه بوجود مشاكل ناتجة عن “إرث كبير”، فإنه أكد أن الإدارة يجب أن تتدخل لتحسين الواقع اليومي للمواطنين في المستشفيات، مؤكداً أنه لن يسمح لبعض الأطراف بسحب الأطباء من القطاع العام.
حصيلة الدعم الاجتماعي ومستقبل المغرب
ختم أخنوش كلمته باستعراض حصيلة البرامج الحكومية الأخرى، مؤكداً أن الدعم شمل جميع فئات المجتمع. فمن الدعم الاجتماعي المباشر الذي يستفيد منه 4 ملايين أسرة، إلى الزيادات في الأجور لمختلف الفئات، وصولاً إلى دعم المقاولات.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن العمل سيتواصل حتى آخر يوم من عمر الحكومة، “لبناء مغرب المستقبل، المغرب الذي يريده المغاربة لأبنائهم، والمغرب الذي يريده جلالة الملك لشعبه الوفي.”
