عمر ابولعلاع
كثيرون إستغربوا بدهشة كبيرة، عندما وجدوا أمامهم أربعة أطراف إنجليزية في نهائي التشامبيونزليغ (ليفربول و توتنهام هوتسبير) ، ويوروبا ليغ ( تشيلسي و آرسنال ) ، مع أنه لا محل للإعراب لكلمة دهشة أو إستغراب في القاموس الإنجليزي الذي لا تستعصي عليه كل تحديات العالم .
الذين إستغربوا أو إندهشوا لا يهم، نسوا أو تناسوا، أنه لكل زمان رجالاته، والزمن زمن الإنجليز الذين بكل تأكيد لا يتوفرون على أفضل دوري في القارة العجوز .
في إنجلترا التي هي بلد الكرة ومبتكرتها ومخترعتها ومصدرتها للعالم، لا يؤمنون بالحظ أو الصدفة بل يخططون ويعملون ويكدون ويجتهدون، يأتون بالمواهب الكروية من كل الأنحاء حتى من بلاد جزيرة الوقواق، لتتزين بها أندية البريميرليغ، يفتحون خزائنهم ويصرفون بسخاء لكن بعقلانية، يستثمرون الملايير ويحصدون الملايير في زمن الإستثمار الرياضي، ويسوقون منتوجهم الكروي في جميع القارات .

في إنجلترا، لا فرق بين أوروبي أو أمريكي لاثيني أو عربي أو آسيوي، إلا بما تقدمه قدميه فوق رقعة المستطيل الأخضر .
في إنجلترا، تجد رؤوساء ومالكي الأندية من مختلف الجنسيات، من الصين وتايلاند وإيطاليا وروسيا، وحتى من بلاد الهند والسند، المهم هو أن البقاء للأفضل .
في إنجلترا، يفشلون ويحاولون ويكررون ويلحون، ثم ينجحون في نهاية المشوار لا ييأسون و لا يتخاذلون و لا يغشون ، لذلك يكون النجاح والتوفيق من نصيبهم .
وحتى بلغة التكهنات والتوقعات والأرقام والمعطيات، فإن مؤشرات تربع الكرة الإنجليزية على العرش الأوروبي، كانت تلوح في الأفق بعيدا عن ضباب لندن، و بعيدا عن نبرات المتشائمين الذين رجحوا كفة الإسبان والطاليان .
في موسم 2016 / 2017 ، أحرز مانشستر يونايتد لقب الدوري الأوروبي بعد أن هزم أجاكس أمستردام الهولندي بهدفين لصفر، في نهائي ملعب فريندز آرينا بمدينة سولنا السويدية، وبعده بسنة واحدة، في موسم 2017 / 2018 ، خسر ليفربول نهائي مجمع أولمبيسكي الوطني الرياضي في العاصمة الأوكرانية كييف أمام العملاق الإسباني ريال مدريد بثلاثة أهداف لهدف واحد .
وقبل هذا وذاك، فللإنجليز تاريخ حافل في مختلف المسابقات الأوروبية من الألف والياء، سواء بتسميتها القديمة أو الجديدة، تاريخ يستمد جذوره من الماضي ليؤسس به مستقبلا أفضل .
بعد كل هذا، ليس من حق أحد أن يستغرب أو يندهش، فالزمن زمن الإنجليز بإمتياز وحتى إشعار آخر !!!؟.
