«إحترق الكتاب» رمز حزب التقدم والاشتراكية عند المغاربة، أو هكذا يبدو الأمر، ورفاق المؤثرة التقدمية مايسة يدافعون عن تحريض نبيل بنعبد لله ضد معارضيه بالقول لحارسه: «لي قرب عفط على مو».

«عفط على مو»، كان يقصد بها بنعبد الله،  الى كل شخص معارضة لبقائه أمينا يقترب من باب مقر حزبه الفاخر، هناك في حي الرياض بالرباط.  

لقد أثار مقطع فيديو متداول خلال الساعات الأخيرة، يظهر فيه الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعبد الله وهو يوجه هذه العبارات الدونية، جدلاً واسعًا في الساحة السياسية المغربية.

الفيديو، الذي وثّق لحظة ظهور الوجه الحقيقي للزعيم التقدمي، تجاه معارضين تم منعهم من دخول مقر الحزب بالرباط، كشف عن صورة صادمة لقيادي سياسي يُفترض فيه أن يجسد قيم الحوار والديمقراطية والاحترام المتبادل.

لكن ما زاد من عمق الأزمة ليس الفعل في حد ذاته، بل رد فعل الحزب الذي اختار، عبر بيان رسمي، الدفاع عن الواقعة وتبريرها بدل الاعتذار عنها أو اتخاذ موقف مسؤول يليق بتاريخ حزب يسوّق نفسه كقوة تقدمية حداثية.

مايسة قبل خلع الحجاب والالتحاق بحزب «عفط على مو»
مايسة قبل خلع الحجاب والالتحاق بحزب «عفط على مو»

البيان، المعنون بـ “لن ترهبوننا”، لم يحمل أي اعتراف بالخطأ أو إشارة إلى ضرورة محاسبة من صدر عنه السلوك المسيء، بل تبنى خطابًا هجوميًا ضد منتقدي الحزب، متهمًا إياهم بـ”البلطجة” و”الارتزاق”، في محاولة لتحويل الأنظار عن جوهر القضية: انزلاق أخلاقي وخطابي غير مقبول من زعيم سياسي.

إن تبرير الفعل العنيف بكونه “رد فعل تلقائي من مناضل يدافع عن حرمة مقر حزبه” لا ينسجم مع القيم الديمقراطية التي يفترض أن الحزب يتبناها. 

فالدفاع عن المقر لا يبرر الإهانة، وحماية الاجتماع لا تعطي شرعية للعنف اللفظي، مهما كانت الاستفزازات.

إن ما حدث يعكس أزمة أعمق داخل النخب الحزبية، حيث يتم الخلط بين الزعامة والانفعال، وبين النضال والتهور، وبين النقد والمساس بالكرامة. 

والمقلق أكثر أن الحزب اختار الاصطفاف إلى جانب “الخطأ”، بدل أن ينتصر إلى قيم المسؤولية السياسية والمحاسبة الأخلاقية.

لقد كان من المنتظر أن يفتح الحزب تحقيقًا داخليًا أو يصدر بيان اعتذار صريح، لا أن يهاجم من انتقدوا السلوك ويُشرعن أسلوبًا لا يمت بصلة إلى ثقافة الحوار والاختلاف.

فكيف يمكن لحزب يهاجم “الدولة في عدم التجاوب مع انتظارات الشعب” أن يبرر، في المقابل، فشل زعيمه في ضبط لسانه أمام الكاميرا؟.

إن أخطر ما في الواقعة ليس فقط الإساءة التي صدرت عن بنعبد الله فقط، بل تطبيع المؤسسة الحزبية مع الإساءة، واعتبارها جزءًا من النضال، وهو ما يُنذر بانهيار منظومة القيم السياسية التي لا تستقيم إلا على قاعدة الاحترام والمسؤولية.

إن الديمقراطية لا تُقاس بعدد الخرجات الإعلامية ولا بحدة الخطاب، كما يعتقد رفاق مايسة في حزب بنعبد الله، بل بمدى قدرة الفاعلين على احترام خصومهم، وتحمّل النقد بروح حضارية، لا بلغة الشتيمة والانفعال.

إيوا هذا هو الحزب لي قالك يقدم نفسه بديلا للمغاربة، اعتبر  تحريض أمينه العام ضد معارضيه بعبارة «عفط على مو» نضال.  

أقول لك يا حزب نضال «عفط على مو»، إنتظر، الانتخابات قريبة، ولاشك أن  لمغاربة غادي يضربو لك «الطر» انت ورفاق «مايسة»، كيف ما ضربوه لك (الطر يعني) خلال كل انتخابات ترشحت لها يا بنعبد الله. فكات الهزيمة على يد الناخبين حليفتك.

*عبد الله الوالي العلمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *