le12.ma
بتعاون مع الصندوق الدولي للرفق بالحيوان “IFAW” ومؤسسة الدفاع عن الحيوانات وحمايتها “AAP”، نظمت المندوبية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر، يومي 18 و19 أبريل الجاري في طنجة، ورشة عمل مع ممثلي الجهات القضائية والنيابة العامة والجهات المشرفة على تنفيذ القوانين والتشريعات المغربية.
وتروم هذه الورشة تنفيذ الاتفاقية الدولية المتعلقة بالتجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المعرضة للانقراض “سايتس” والقانون الوطني رقم 29.05، المتعلق بحماية أنواع النباتات والحيوانات المتوحشة ومراقبة الاتجار فيها.
ويعد المغرب موطنا مهمّا للعديد من أنواع الحياة البرية، التي تناغمت في ما بينها على امتداد العصور متخذة الأنظمة البيئية المتنوعة في المغرب ملاذا لها، لكن الكثير منها يتعرّض لأخطار محدقها، أهمها الاتجار الدولي غير القانوني، إذ يؤدي هذا الاتجار إلى تفكك النظام البيئي وتهديد الكثير من الحيوانات البرية بالانقراض. ويؤهل الموقع الجغرافي الإستراتيجي المغربَ لأن يكون معبراً لهذا النوع من التجارة ما بين إفريقيا وأوربا. وفي هذا السياق، تشير التقارير الصادرة إلى زيادة واضحة في كمية وعدد المصادَرات للحيوانات البرية التي يتم صيدها أو الاتجار فيها بكيفية مخالفة للقوانين والإجراءات المحلية، ما يبرّر ضرورة إنفاذ هذا القانون.
وانطلاقا من هذه المعطيات، قررت المندوبية السامية للمياه والغايات ومحاربة التصحر تركيز جهودها على مكافحة جميع المخالفات المرتكبة ضد مكونات الحياة البرية عبر تطبيق القانون 29.05.
وقد تدارست الورشة أهمية تعزيز القوة التنفيذية للقوانين الوطنية والدولية لحماية الحيوانات المهددة بالانقراض والشائعة في التجارة غير القانونية، مثل قردة الماكاك والسلاحف وطائر الحسون وأسماك الإنقليدس. كما عملت الورشة على تعزيز التواصل بين الإدارات الحكومية للتمكن من زيادة ضبط المنافذ الحدودية ومنع تهريب الحيوانات وإعادة المصادَر منها إلى ملاذاتها الطبيعية.
وليست هذه المرةَ الأولى التي تعمل فيها المندوبية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر مع الصندوق الدولي للرفق بالحيوان ومؤسسة الدفاع عن الحيوانات وحمايتها؛ إذ تعمل الهيئات المذكورة معا ضمن برنامج “وُلد ليكون برياً”، الذي نُظمت في إطاره هذه الورشة المهمة.
ويعمل مشروع “ولد ليكون برياً” على حماية قردة الماكاك المهددة بالانقراض. وتم إنشاء المشروع وتمويله من قبل ؤسسة الدفاع عن الحيوانات وحمايتها ويتم تنفيذه بتعاون مع الصندوق الدولي للرفق بالحيوان، وتنسيق وثيق مع المندوبية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر.
يشار إلى أن قردة الماكاك تصنّف ضمن الأنواع المهددة بالانقراض، إذ لم يتبق منها في الطبيعة سوى 10 آلاف في العالم، تتركز 80% منها في المغرب، خاصة في المنتزه الوطني لإفران، حيث ينشط برنامج “وُلد ليكون برياً”.
