مايسة تعرف كل هذه التفاصيل والتقطت جواب الرفيق في الصباح الموالي، إذ أكدت على نفس قناتها التواصلية، أنه يبقى خياراً ثانياً بعد قرارها الترشح للإنتخابات البرلمانية.
* بلقاسم أمينزو
خرجةُ مايسة سلامة الناجي على شبكات التواصل الاجتماعي، مبديةً رغبتها في الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة، وهذا من حقها، عرّت هشاشة حزب الرفيق وسذاجته السياسية، وأعادت إلى الواجهة الإعلامية والحزبية كوارثه السياسية والديبلوماسية والوزارية.
لماذا؟.
لنلاحظ بكل تجرد وحياد:
كان إعلان الناشطة الفيسبوكية نيتها في الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة في وسط النهار وإذا بالجواب، والقبول بدون شروط، يأتي ساعة بعد منتصف الليل على نفس وسائل التواصل الاجتماعي، ليكون الرفيق مُعلِناً بذلك وبكل وضوح للعالم، أنه هو الآمر والناهي في “مؤسسته”، ولا يحتاج إلى رأي أي هيئة أخرى، والتي تبقى شكلية فقط حسب هذا المنطق.
قال لها مرحبا في الواحدة بعد منتصف الليل، وهو لا يدري كيف سيتم تفعيل ذلك الترشيح، هل في دائرة محلية وهو يعرف أن لا حظوظ عندها في الميدان، حيث سبق له أن تقدم مرتين في دائرتين مختلفتبن وكان الفشل حليفَه.
وهل سيتم وضع إسمها على رأس لائحة جهوية أو أخرى، حسب ما ستأتي به القوانين الانتخابية؟، وكيف سيقنع من كن منذ مدة طويلة يلبسن عباية “الرفيقة” ويناضلن من أجل ذلك المنصب؟!!.
مايسة تعرف كل هذه التفاصيل والتقطت جواب الرفيق في الصباح الموالي، إذ أكدت على نفس قناتها التواصلية، أنه يبقى خياراً ثانياً بعد قرارها الترشح للإنتخابات البرلمانية المقبلة على رأس لائحة مستقلة، وهي بذلك التوضيح تكون قد إستعملت خرجة الرفيق للقيام بحملة انتخابيّة سابقة لأوانها لفائدتها.
حيث ستقول في الوقت المناسب أن حزبًا تقدميا قدم لها التزكية هدية لكنها فضلت الدخول للميدان بدون لون سياسي.
في نفس اليوم الذي أجاب فيه الرفيق الناشطة الفيسبوكية بعد منتصف الليل، انتفض منتخبون من حزبه في مدينة بنسليمان وصوتوا، رغم توجيهاته، لفائدة مرشح آخر ينتمي إلى الأغلبية الحالية في البرلمان، وهم بقرارهم هذا يقولون لمايسة: “ما تديش عليه”!!.
كيفما كان الحال، تبقى الرسالة واضحة، توضح هشاشة المشهد السياسي المغربي، الذي لا تجهله مايسة حين قالت: “سأحتفظ بهذا الجواب إلى جانب قراري الترشح على رأس لائحة مستقلة”…
فعلا ستحتفظ به لاستعماله في حملتها الانتخابية، ليأتي الرفيق آنذاك ويقول، كما سبق أن قال، إن حزبه مستهدَف، حيث راودوا الناشطة عن نفسها أو اقنعوا مايسة مشروع المرشحة بعدم الترشح بلونه وحزبه وكتابه.
إضافة إلى كل هذه التفاصيل التواصلية والسياسية، يمكن القول إنّ مايسة نجحت في فرض قناتها التواصلية على الرفيق الذي استعملها بحماس منقطع النظير بعد الواحدة صباحاً، رغم توفره على قنوات أخرى سياسية وتنظيمية وإعلامية، ليرحب بها أو بغيرها في المؤسسة التي عاهدها أنه لن يتخلى عنها ما دام حيا.
* كاتب متخصص في الشؤون السياسية
