le12.ma -وكالات

خلاصةٌ صادمة تلك التي انتهت إليها تقارير مؤسسات بحثية دولية مختصة في رصد انتشار “القنب الهندي” والنباتات التي تُصنع منها المواد المخدرة. فقد كشفت هذه في التقارير أن ما يناهز مليون مغربي يعيشون على زراعة النباتات المخدّرة.

 وفي هذا السياق، أبرز تقرير نشرته مؤسسة “نيو فرونتير داتا” أن القنب الهندي يُزرع حصريا في المغرب بالنسبة للمنطقة الإفريقية وأنه يُهرَّب إلى دول شمال إفريقيا وإسبانيا وهولندا.

وأفاد التقرير بأنه “بسبب قربها منه، تستقبلُ إسبانيا كميات كبيرة من “راتنغ” القنب القادمة من المغرب، بما يمثل %72 من إجمالي الكمية التي ضُبطت في الاتحاد الأوربي في 2017″.

وبيّنت بيانات التقرير إلى أن 19.1 مليون شاب أوربي بالغ (تتراوح أعمارهم بين 15 و34 سنة) تعاطوا المخدرات خلال السنة الماضية. واستندت هذه البيانات إلى تقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، المعروف اختصارا بـ”UNODC” أكد فيه أن المغرب لا يزال أكبر منتج لـ”القنّب” في العالم.

وينتج المغرب ثلاثة أضعاف ما تنتجه “منافسته” في أوربا، دولة مولدوفا. ويتم استيراد “راتنغ” القنب أساسا من المغرب، الذي صار مركزا رئيسيا لهذه التجارة. وقد بدأ الإبلاغ عن إنتاج “الراتنغ” في الاتحاد الأوربي، خاصة في هولندا. وفي 2017، أبلغت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي عن 782 ألفا من مشتقات القنّب، بما في ذلك 440 ألفا من عشب القنب و311 ألفا من “راتنغ” من القنب.

وفي الاتحاد الأوربي، حوالي 96 مليون من البالغين أو %29 من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 استخدموا بالفعل المخدرات غير المشروعة في حياتهم. ويمثّل الرجال نسبة أكبر (57.8 مليونا) من النساء (38.3 مليونا).

ويعدّ “الحشيش” المغربي الأكثر استهلاكا في أوربا (55.4 مليون رجل و36.1 مليون امرأة) بينما تم الإبلاغ عن تقديرات أقل بكثير لاستخدام الكوكايين (12.4 مليون رجل و5.7 ملايين امرأة). وتختلف مستويات تعاطي القنب مدى الحياة من بلد إلى آخر، إذ تتراوح بين حوالي %4 من البالغين في مالطا و%45 في فرنسا.

وكانت قناة “بي بي سي” -النسخة العربية قد أعدت، في أبريل الماضي، تحقيقا صحافيا مصورا في المغرب “المنتج” ودول أوربا “المستوردة والمستهلكة”. وتحدثت القناة في تحقيقها إلى مزارعي نبتة القنب ومهرّبيه والسلطات، التي تحاول ملاحقتهم وإلقاء القبض عليهم، قصد معرفة “من يقف وراء تجارة الحشيش المغربي، التي يقدر حجمها بمليارات الدولارات”.

وأكد التحقيق الاستقصائي “واحدا من أكبر التناقضات في تجارة الحشيش المغربي”، إذ أن المغرب يغضّ الطرف عن زراعة الحشيش، لكنه يمنع تصديره، بينما تسمح أكثر الدول الأوربية استهلاكا لهذا المخدر (هولاندا) باستهلاكه في أغلب المقاهي، لكنها تمنع استيراده!”.. وهذا ما يطرح، بحسب القناة ذاتها، سؤالا مثيرا: كيف يصل الحشيش المغربي إلى هولاندا؟!…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *