من المغربي حكيمي إلى السعودي حمدان. يبقى الأسطورة بانينكا محبوب المغاربة على مر الزمان.

إنه الأيقونة، الذي ظل إرثه متوارثا، عبر الأجيال، إذ أصاب نجوم ونجوم في إبداع ركلة بانينكا، على رأسهم الأسطورة المغربية أشرف حكيمي.

في المقابل أخطأ الكثيرون في إتقان ركلة بانينكا، كان آخرهم السعودي عبد الله حمدان، في مباراة المغرب السعودية أمس الاثنين على ملعب لوسيل في قطر برسم دور المجموعات من بطولة كأس العرب 2025، ما جعل الجمهور المغربي يترحم على الأسطورة التشيكوسلوفاكي السابق، حيّا أو ميتاً.

الرباط- جريدة le12

في تاريخ كرة القدم، قليلون هم اللاعبون الذين استطاعوا أن يخلّدوا أسماءهم بحركة واحدة، ولمسة واحدة، وتفاصيل صغيرة صنعت ثورة في أسلوب اللعبة.

ومن بين هؤلاء يقف أنتوني بانينكا، اللاعب التشيكوسلوفاكي السابق، كأيقونة كروية فريدة، ارتبط اسمه بتلك الركلة “الناعمة” التي شقّت طريقها إلى الشباك وأعادت تعريف الجرأة في المستطيل الأخضر.

من براغ… إلى مجد أوروبي

وُلد أنتوني بانينكا سنة 1948 في العاصمة براغ، ونشأ في فترة صعبة عاشت خلالها تشيكوسلوفاكيا تحولات سياسية واقتصادية كبرى. غير أن ملاعب الحي كانت كافية لصقل موهبته ولفت الأنظار إلى لاعب وسط هادئ الطباع، ذكي النظرة، ومختلف في أسلوبه.

التحق بانينكا مبكرًا بنادي بوهيمنس براغ، حيث برز كلاعب وسط بتقنية عالية وهدوء نادر داخل الملعب، قبل أن يصبح واحدًا من أهم لاعبي الفريق والمنتخب الوطني خلال سبعينيات القرن الماضي.

لحظة الميلاد… “هكذا تُسجَّل ركلة جزاء!”

خلّد بانينكا اسمه في نهائي كأس أوروبا للأمم عام 1976، حين واجه منتخب بلاده ألمانيا الغربية في مباراة وصلت إلى ركلات الترجيح.

وفي تلك اللحظة المشحونة بالتوتر، تقدّم بانينكا ليسدد الركلة الأخيرة—ركلة الحسم—فكان العالم على موعد مع لقطة غير مسبوقة: توقف بسيط… لمسة خفيفة… كرة ترتفع في بطء نحو منتصف المرمى، بينما ارتمى الحارس سيب ماير على أحد الجانبين.

كانت تلك بداية ما سيُعرف لاحقًا عالميًا بـ “ركلة بانينكا”.

ركلة اعتُبرت في البداية مجازفة لا عقلانية، قبل أن تتحول إلى رمز للثقة، الجرأة، والقدرة على الإبداع تحت الضغط.

أسلوب لعب هادئ… وشخصية متواضعة

بعيدًا عن الركلة الأشهر، كان بانينكا لاعبًا أنيقًا في اللمسة والتحكم وصناعة اللعب. شخصيته الهادئة وطبعه المتواضع جعلاه محبوبًا داخل الملعب وخارجه.

ورغم النجاح الكبير الذي حققه مع المنتخب ومع ناديه الأم، ظل بانينكا بعيدًا عن الأضواء، مؤمنًا بأن كرة القدم ليست مجرد نتائج، بل فن وإبداع ومتعة.

من اللاعب… إلى رمز ثقافي عالمي

بعد اعتزاله، لم يتوارَ اسم بانينكا، بل ازداد حضورًا.

فقد انتقلت ركلته إلى كل ملاعب العالم، ليقلّدها نجوم كبار مثل: زيدان، ميسي، بيرلو، توتي، راموس، نيمار… وغيرهم.

وأصبحت الركلة تتحول إلى اختبار نفسي وتقني، وإلى رمز للبراعة والثقة، حتى بات الإعلام العالمي يصف بانينكا بـ**“الرجل الذي غيّر شكل ركلات الجزاء إلى الأبد”**.

إرث لا ينتهي من بانينكا إلى حكيمي

اليوم، ورغم مرور عقود على تلك الركلة التاريخية، لا يزال أنتوني بانينكا رمزًا للابتكار في كرة القدم.
تحوّل إلى مرجع رياضي يُذكر كلما أراد لاعب أن يُدهش الجمهور، وكلما قرر أحدهم أن يواجه الحارس ليس بالقوة، بل بالذكاء.

لقد صنع بانينكا مجده بلمسة واحدة…

لكن تلك اللمسة كانت كافية لتضعه بين الخالدين.

لا بل إنه الأيقونة، الذي ظل إرثه متوارثا، عبر الأجيال، إذ أصاب نجوم ونجوم في إبداع ركلة بانينكا، على رأسهم الأسطورة المغربية أشرف حكيمي.

في المقابل أخطأ الكثيرون في إتقان ركلة بانينكا، كان آخرهم السعودي عبد الله حمدان، في مباراة المغرب السعودية أمس الاثنين على ملعب لوسيل في قطر برسم دور المجموعات من بطولة كأس العرب 2025، ما جعل الجهور المغربي يترحم على الأسطورة التشيكوسلوفاكي السابق، حيّا أو ميتاً.

* المصدر- IA+le 12

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *