بتتويج مهاجم منتخب الديكة، كتبت صفحة مؤلمة من الصفحات السوداء لجائزة البالون دور ، التي كانت وراء إقصاء الملك بيليه والأسطورة مارادونا.. إلى أن جاء الدور على صلاح وحكيمي.

*محمد سليكي
منذ عام 1956 حتى عام 1995، ظلت جائزة الكرة الذهبية، التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول، بموجب قانون عنصري حكرا على الأوروبيين.
على إمتداد نحو 40 عاماً حالة عنصرية القارة العجوز، دون تتويج أساطير الكرة في باقي العالم، مثل الأسطورة الخالدة دييغو أرماندو مارادونا، أو الملك الأسمر بيليه.
لقد انتظرت أوروبا حتى عام 1995، كي يستفيق ضميرها. وتقول بشكل متأخر: لقد حان الوقت، محو تاريخ القارة العجوز من عار عنصرية إقصاء، من يكتبون تاريخ اللعبة من خارج أوروبا.
لذلك تغيرت قوانين المسابقة على مضض، ما منح الأسطورة الأفريقية الليبيري جورج وياه، جائزة الكرة الذهبية التقليدية عام 1995.
على الرغم من إستحقاقية تتويج جورج وياه، الذي كان يفعل العجب العجاب في ملاعب أوروبا، وينثر سحره بألوان نادي آس ميلان العملاق، إلا أن حمل الأفريقي الأسمر، الكرة الذهبية، كان ينطوي على أكثر من رسالة.
ولأن موجة صحوة الضمير، تأتي على صناع قرار منح البالون دور من حين إلى حين، فقد جرى إبتداع جائزة الكرة الذهبية الشرفية.
فكان أن جرى إستدعاء الأسطورة الخالدة دييغو أرماندو مارادونا إلى باريس ظلم «حكيمي»، لمنحه «الكرة الذهبية الشرفية».
تتويج / تكريمي لمحو عار الإقصاء العنصري، هكذا قرأت فئات واسعة من جماهير الكرة من خارج أوروبا، «الكرة الذهبية الشرفية» التي تسلمها مارادونا عام 1995، وكذلك الملك بيليه عام 2013.
ومعلوم أن مارادونا، يظل هو لاعب القرن العشرين بلا منازع، وحامل كأس العالم عام 1986، وغيرها من الألقاب في ثمانينيات القرن الماضي، كالتتويج بالدوري الإيطالي وكأس اليويفا عام 1989.
أما الملك، إدسون أرانتيس دو ناسيمينتو بيليه، فيكفي أنه فاز بكأس العالم ثلاثة مرات أعوام 1958، و1662 و 1970.
كل هذا لم يشفع للاسطورة والملك بالتتويج بالبالون دور.
هل من المنصف و الصواب، أن يجرى وضع الملك والأسطورة وغيرهما عديد، خارج التنافس على الكرة الذهبية لأكثر من 40 عاماً؟.
ماذا لو كانت الجائزة مفتوحة، لنجوم جميع القارات؟. كم من تتويج سيكون حازه الملك والأسطورة؟.
وماذا كان سيتبقى وقتها من حظوظ لنجوم القارة العجوز؟.
وبين عامي 1995، و2025، هل تغيرت عقلية صناع قرار منح الجائزة بالتوازي مع تغيير قوانينها؟.
وإن كان ذلك قد تم فعلا، لماذا لم يكن الظهير الأيمن الأفضل في العالم أشرف حكيمي، هو عريس باريس في ليلة التتويج بالبالون دور؟.
أم أن شيئا ما، قد حسم القصة؟! .
مهما كانت التبريرات والقراءات والتأويلات، نرى أن الكرة الذهبية «سرقت» من يد الأسد المغربي أشرف حكيمي، كما سبق أن خطفت من يد الفرعون المصري محمد صلاح.
اليوم بتتويج مهاجم منتخب الديكة، كتبت صفحة مؤلمة من الصفحات السوداء لجائزة البالون دور ، التي كانت وراء إقصاء الملك بيليه والأسطورة مارادونا.. إلى أن جاء الدور على صلاح وحكيمي.
