تعليقات عديدة رأت في ظهور الوزير التهراوي، تحولا إيجابيا في طريقة تدبيره للتواصل العمومي، معتبرة أنه لم يتهرب من المسؤولية بل قدم تشخيصا دقيقا للمشاكل المزمنة التي يتخبط فيها قطاع الصحة.

عادل الشاوي / Le12.ma

في ظرف وجيز، انتقل وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، من مرمى الانتقادات اللاذعة إلى موقع الإعجاب والتقدير، بعد ظهوره مساء أمس الإثنين في برنامج خاص على القناة الثانية.

خرجة إعلامية وصفت بـ”الهادئة والواثقة”، أعادت رسم ملامح صورة الوزير، الذي وجد نفسه قبل أسابيع في قلب عاصفة الانتقادات، على خلفية أزمة مستشفى الحسن الثاني بأكادير وما رافقها من احتجاجات غير مسبوقة، كانت بمثابة الشرارة الأولى لتظاهرات “جيل Z”.

ما حدث بعد بث الحوار فاجأ الجميع، فالاحتجاجات السابقة كانت جعلت الوزير محور الغضب الشعبي، لتأتي الإطلالة فاتحة صفحة جديدة في علاقته بالرأي العام.

فعدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد الخرجة، أجمعوا على أن التهراوي أبان عن شجاعة في مواجهة الأسئلة، وتحدث بواقعية وبدون تبريرات جاهزة.

الأمر الذي جعله، بحسب المتابعين، أكثر قربا من المواطنين مقارنة بما اعتادوه من لغة رسمية متحفظة.

كما أن هناك من وصفه بـ “صوت الصدق والوضوح” وسط طبقة سياسية متهمة غالبا بالمراوغة والغموض.

تعليقات عديدة رأت في ظهور الوزير تحولا إيجابا في طريقة تدبيره للتواصل العمومي، معتبرة أنه لم يتهرب من المسؤولية بل قدم تشخيصا دقيقا للمشاكل المزمنة التي يتخبط فيها قطاع الصحة.

وبين تحليل موجة التفاعل الرقمية أن المغاربة تفاعلوا إيجابيا ليس فقط مع مضمون الخطاب، بل مع طريقته أيضا.

كثيرون وصفوا ظهوره بأنه نموذج ناجح للتواصل السياسي، ورسالة واضحة لبقية أعضاء الحكومة بأن الصدق والجرأة قد يكونان أقصر طريق لاستعادة ثقة الشارع.

في المقابل، شددت أصوات أخرى على ضرورة ترجمة هذه التصريحات إلى أفعال ملموسة.

وذكرت بأن أزمة الثقة بين المواطن والمؤسسات لا تحل بالكلام وحده، بل بالنتائج والإصلاحات الفعلية.

خرجة واحدة كانت كافية لتحويل المزاج العام تجاه وزير الصحة، من النقد اللاذع إلى الإشادة الحذرة.

أمين التهراوي، الذي كان قبل أسابيع في قلب عاصفة الانتقادات، بات اليوم ينظر إليه كوجه جديد في الحكومة، يحمل نفسا مختلفا في الخطاب وطموحًا لتحويل الصحة إلى قضية مواطن قبل أن تكون ملفا وزاريا.

ويبقى التحدي الحقيقي أمامه هو إثبات أن هذا التحول في الصورة ليس لحظة عابرة، بل بداية لمسار إصلاحي حقيقي ينتظره المغاربة منذ سنوات.. وطبعا بمساهمة الجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *