صوّت مجلس الأمن الدولي قبل قليل من مساء اليوم الجمعة، لصالح مشروع قرار مهم يؤكد أن مبادرة الحكم الذاتي تحت سيادة المملكة المغربية تمثل “الحل الأكثر جدوى” للنزاع الطويل حول إقليم الصحراء، والذي امتد لأكثر من خمسة عقود.
ويأتي هذا التصويت ليشكّل منعطفاً نوعياً في مسار البحث عن حل سياسي وواقعي ودائم لهذا النزاع الإقليمي.
القرار الأمريكي يمر بأغلبية ساحقة ودون استخدام الفيتو
جاء مشروع القرار هذا بمبادرة من الولايات المتحدة الأمريكية، وحظي بأغلبية الأصوات المطلوبة في المجلس، حيث حصل على 11 صوتاً مؤيداً، مقابل 3 أصوات رافضة، وامتناع صوت واحد عن التصويت.
والأهم من ذلك، أن القرار مر دون استخدام أي من الدول الخمس دائمة العضوية (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، والمملكة المتحدة) لحق الاعتراض (الفيتو)، مما يعكس توافقاً دولياً واسعاً حول التوجه الجديد لحل النزاع.
تثبيت مقترح 2007 كإطار تفاوضي أساسي
يُعد هذا القرار بمثابة اعتراف صريح من أعلى هيئة أممية بمقترح الحكم الذاتي الذي قدمته المملكة المغربية عام 2007.
ويضع القرار هذا المقترح، الذي يضمن للسكان المحليين إدارة شؤونهم بشكل ديمقراطي مع احتفاظ المغرب بصلاحيات السيادة (الدفاع والعلاقات الخارجية والاختصاصات الدينية والدستورية للملك)، بوصفه الإطار التفاوضي الأساسي لإنهاء النزاع.
هذا التطور يؤكد على التحول في المنظور الدولي من التركيز على الخيارات غير الواقعية إلى اعتماد مقاربة الحل السياسي “الواقعي والدائم والتوافقي”.
ويُنظر إلى تبني مجلس الأمن لهذا القرار كتعزيز كبير للمكاسب الدبلوماسية للمملكة المغربية، وخطوة نحو التهدئة الإقليمية وإنهاء هذا الملف الذي أضر بشعوب المنطقة.
إدريس لكبيش / Le12.ma
