محمد مشهوري
الطموح الإنساني إلى تبوأ المناصب حق مشروع جدا، لكن الخلاف والاختلاف يكمنان في الأسلوب المتبع لبلوغ هذا الطموح.
ممارسة السياسة هي حقل من حقول تحقيق الطموح الذاتي، ولكنْ في ارتباط بخدمة الموضوع، الذي هو المجتمع. السياسة في الأصل مرتبطة بالنبل وبتسخير الفرد طاقاته وملكاته من أجل خدمة الوطن.
واقعنا الحالي كرّس بلوغ الطموح بنهج أساليب غير أخلاقية، بعيدة كل البعد عن معايير الكفاءة والاستحقاق، لأن ما يهم أصحاب هذه الأساليب هو التربع على منصب بدون كرامة.
مشكلة المغرب اليوم وغدا، ما لم يحدث تغيير، تتمثل في تكريس فضاء متسخ، تُستحل فيه كل الطرق لتحقيق نزوات أشخاص.
الشرفاء يرفضون الانخراط في هذا المسلسل الموبوء الذي تهان فيه الكرامة في غالب الأحيان ويقبل بالمذلة من أجل البقاء في المنصب فقط لا غير.
المطلوب تغيير النسق وربط المسؤولية بالالتزام بدفتر تحملات يتضمن الدقة في الإنجاز وضبط الوسائل البشرية والمادية، غير ذلك سنستمر في المتاهة.
البداية من حق كل مسؤول، مهما علت مرتبته، واجه عراقيل أو إهانات تقديم الاستقالة وتبريرها، ولو من باب اللباقة، بأسباب صحية.. ومْريضنا ما عندو باسْ.
