بلغت نسبة تقدم أشغال إعادة تهيئة ساحة جامع الفنا، التي رصدت لها ميزانية تقدر بـ 160 مليون درهم، بلغت حوالي 30 في المائة.
تتهيأ ساحة جامع الفنا، القلب النابض لمدينة مراكش وواحدة من أشهر الساحات العالمية، لارتداء حلة جديدة قبل نهاية دجنبر المقبل، في مشروع يزاوج بين الحفاظ على الهوية التاريخية العريقة والانفتاح على لمسات معمارية حديثة تعزز إشعاعها الثقافي والسياحي.
عادل الشاوي-le12
وتفيد معطيات تحصلت عليها “le12″، أن نسبة تقدم أشغال إعادة التهيئة، التي رصدت لها ميزانية تقدر بـ 160 مليون درهم، بلغت حوالي 30 في المائة.
وتشرف على هذا الورش، تضيف المعطيات نفسها، وزارة الشباب والثقافة والتواصل، إلى جانب الوكالة الحضرية والمجلس الجماعي لمراكش، فيما تنفذه الشركة المغربية “Aleq” التي راكمت خبرة في مشاريع كبرى من بينها إعادة تهيئة المنطقة السياحية بأكادير.
وتشمل المرحلة الأولى من المشروع، وفق المصادر ذاتها، تجديد شبكات الصرف الصحي والكهرباء والإنترنت، على أن تليها عملية تبليط الساحة بزليج وأحجار ذات تصميم تقليدي يعكس روح المكان، إضافة إلى تأهيل الإنارة العمومية لتنسجم مع الطابع التاريخي للساحة.
كما يحرص التصميم الجديد على الحفاظ على الواجهات المعمارية المحيطة، مع استمرار العربات المجرورة “الكوتشي” التي شكلت منذ عقود جزءا من المشهد المراكشي الأصيل.
ومع اكتمال هذا الورش، ستستعيد جامع الفنا رونقها كفضاء إنساني استثنائي وملتقى للتنوع الثقافي، يعكس صورة المغرب الحضارية أمام العالم، ويضمن استدامتها كموروث لامادي مصنف ضمن قائمة اليونسكو، وكفضاء يواصل احتضان الحرفيين والفنانين الشعبيين الذين منحوا للساحة سحرها وفرادتها عبر الزمن.
إلى جانب قيمتها العمرانية والتاريخية، تبقى ساحة جامع الفنا فضاء نابضا بالحياة، حيث تختلط أصوات الحكواتيين بإيقاعات الموسيقيين وروائح المأكولات الشعبية التي تجذب الزوار من كل أنحاء العالم. فهي مسرح مفتوح تحت السماء، يلتقي فيه الماضي بالحاضر، وتتشابك فيه الحكايات الشعبية مع الفنون التراثية، لتصنع ذاكرة جماعية متجددة لا تنضب. إنها أكثر من مجرد ساحة، بل رمز للعيش المشترك ومرآة لروح مدينة مراكش، التي ما زالت تحتفظ بمكانتها كوجهة استثنائية للسفر والاكتشاف.
