عاشت المدن المغربية، من الشمال إلى الأقاليم الجنوبية، ليلة استثنائية من الفرح العارم والاحتفالات الجماهيرية الصاخبة، وذلك مباشرة بعد إعلان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تبني قراره الأخير بشأن قضية الصحراء المغربية.
القرار الذي جدد التأكيد على المقترح المغربي للحكم الذاتي كحل جدي وواقعي للنزاع، كان بمثابة الشرارة التي أطلقت موجة من المظاهر الوطنية التي وحدت المغاربة.

مظاهر احتفالية تجتاح الساحات الكبرى
في لحظات الإعلان عن القرار الأممي، تحولت الساحات والشوارع الرئيسية في مدن مثل الرباط، الدار البيضاء، طنجة، فاس، وصولاً إلى العيون والداخلة في الصحراء المغربية، إلى مسارح ضخمة للاحتفال.
وخرجت جموع غفيرة من المواطنين بشكل عفوي، معبرين عن اعتزازهم وتأييدهم للموقف الرسمي للمملكة.

وانتشرت الأعلام المغربية بأحجام مختلفة لتغطي واجهات المباني والسيارات، كما حملها المحتفلون في مسيرات جابت الشوارع الرئيسية، مرددين شعارات وطنية تمجد الوحدة الترابية للمملكة.
وصدحت الحناجر بشعار “الله، الوطن، الملك”، مؤكدة على “مغربية الصحراء” ومجددة الثقة في الرؤية الملكية لحل النزاع.

كما امتزجت الاحتفالات بالموسيقى التراثية المغربية، حيث شهدت بعض الساحات رقصات جماعية تعكس الفرحة العميقة والثقة في المستقبل.
ودعت العديد من هيئات المجتمع المدني والجمعيات إلى هذه التعبئة، مؤكدة على أن القضية الوطنية هي فوق كل اعتبار.

قرار يعزز الموقف المغربي ويحظى بتأييد دولي
ويُعدّ هذا القرار الأممي الجديد بمثابة تأكيد جديد وواضح على الأهمية التي يحظى بها مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب في عام 2007.
وقد اعتبر المراقبون أن صيغة القرار وتصويت الأغلبية لصالحه يمثل انتصاراً للجهود الدبلوماسية المغربية، التي سعت باستمرار إلى حل سياسي يقوم على الواقعية والتوافق.
وقد سلطت الاحتفالات الضوء على حقيقة أن قضية الصحراء تمثل قضية وجودية وإجماعاً وطنياً لا يقبل المساومة بالنسبة للمغاربة، وأن دعم المجتمع الدولي للحل السياسي الذي يرتكز على السيادة المغربية يزيد من قوة الموقف الداخلي.

فرحة متجددة وثقة في المستقبل
ما شهدته المدن المغربية يؤكد أن الوحدة الترابية ليست مجرد قضية سياسية أو دبلوماسية، بل هي جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية المغربية.
الاحتفالات الجماهيرية العفوية هي رسالة واضحة للمجتمع الدولي مفادها أن المغاربة يلتفون حول قضيتهم الأولى، ومستعدون للانخراط بشكل كامل في المسار السياسي الذي يقود إلى حل نهائي وعادل، يضمن كرامة واستقرار المنطقة برمتها.
إدريس لكبيش / Le12.ma
