​انطلقت مساء اليوم الجمعة، في أجواء احتفالية عابقة بالثقافة والفن، فعاليات الدورة الثانية والعشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، التي تُنظَّم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مؤكداً مكانته كواحد من أبرز المواعيد السينمائية على الأجندة الدولية.

​وشهدت مراسيم الافتتاح، التي جرت في رحاب قصر المؤتمرات، حضوراً رفيع المستوى تقدمه محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والاتصال، إلى جانب كوكبة من الشخصيات السينمائية والفنية البارزة من مختلف أنحاء العالم، مما يبرهن على الإشعاع المتنامي لهذه التظاهرة.

 

​البساط الأحمر يشع بريقاً ويحتفي بالأصالة

​كان المشهد الأبرز في ليلة الافتتاح هو الاستعراض الفاخر على البساط الأحمر، حيث توافد حشد من نجوم الفن السابع العالميين والمحليين، مقدمين إطلالات ساحرة خطفت الأنظار.

وقوبلت هذه الكوكبة اللامعة بترحيب حار من جمهور المدينة الحمراء وعشاق السينما الذين احتشدوا عند مدخل القصر، ليؤكدوا الشغف الكبير الذي توليه مراكش، عاصمة النخيل، لهذه الصناعة.

وقد شكلت هذه اللحظات مزيجاً مبهراً من البريق السينمائي والأصالة المغربية.

​ولم يقتصر الأمر على الاستعراض الفني؛ بل كان الافتتاح مناسبة لتكريم قامات سينمائية عالمية ومغربية، اعترافاً بمسيرتها الحافلة وإسهاماتها الجليلة في إثراء السينما.

ويُعد هذا التكريم، جزءاً أساسياً من رسالة المهرجان الهادفة إلى الاحتفاء بالإبداع والوفاء لرواد الصناعة.

​المسابقة الدولية.. بونغ جون-هو يقود اكتشاف المواهب

​تتركز الأضواء بشكل خاص على المسابقة الرسمية للمهرجان، التي تهدف بالدرجة الأولى إلى اكتشاف مواهب سينمائية جديدة من مختلف أنحاء العالم.

ويتنافس في هذه الدورة 82 فيلما من 31 دولة، موزعة على عدة أقسام: المسابقة الرسمية، والعروض الاحتفالية، وآفاق، والقارة الحادية عشرة، وبانوراما السينما المغربية، وعروض الجمهور الناشئ والأسرة، بالإضافة إلى الأفلام المعروضة في إطار التكريمات.

​وتقود لجنة التحكيم هذا العام المخرج العالمي الحائز على جائزة الأوسكار، بونغ جون-هو، وتضم اللجنة أسماء بارزة من تسع دول، مما يضفي على عملية الاختيار تنوعاً وخبرة عالمية.

ومن المتوقع أن تقدم الأفلام المتنافسة رؤى فنية جريئة وتجارب إنسانية عميقة تعكس تعقيدات وتحديات عالمنا المعاصر.

​”ورشات الأطلس”.. حاضنة الإبداع والسينما البديلة

​يُعزز المهرجان في دورته الحالية التزامه بدعم صناع السينما من المنطقة العربية والإفريقية من خلال “برامج الأطلس”، والتي تعد مظلة شاملة لمبادراته المهنية.

وتهدف “ورشات الأطلس” تحديداً إلى دعم مشاريع الأفلام في مرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج، وتوفير منصة للحوار والتبادل بين المخرجين والمنتجين والمهنيين العالميين، وتعزيز توزيع الأفلام الإفريقية والعربية لتصل إلى جمهور أوسع.

​إن هذا التوجه يعكس رؤية المهرجان ليكون ليس مجرد واجهة احتفالية، بل حاضنة فعلية للإبداع ورافعة للسينما المستقلة والبديلة، التي تحتاج إلى نظرة حرة ومنصة عادلة.

​وتتواصل فعاليات هذه الدورة المميزة حتى يوم 6 دجنبر المقبل، حيث من المتوقع أن تقدم برنامجاً غنياً ومتنوعاً يشمل عروضاً لأحدث الإنتاجات السينمائية العالمية، وندوات متخصصة، وورش عمل، مما يجعل المهرجان منصة حقيقية للحوار الفني واكتشاف المواهب.

ويُجسد المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في دورته الحالية، التزام المملكة الراسخ بدعم الإبداع السينمائي وتعزيز الإشعاع الثقافي للمغرب على الساحة العالمية.

إدريس لكبيش / Le12.ma

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *