*كريمة غانم
سنة 2013 تم اختراق إيميلات مسؤولين مغاربة و تم نشر مئات المراسلات الرسمية و السرية عبر موقع تويتر و كذلك صور خاصة لعدة مسؤولين، لحساب يحمل اسم كريس كولمان كان من وراءه جهات أجنبية.
آنذاك لم تعتبر أمنيستي أو صحيفة لوموند أو ميديا پارت . نشر هذه المراسلات انتهاك للخصوصية بل قامت باستعمال بعض تلك المراسلات لمهاجمة المغرب
من جهة أخرى، حتى و لو افترضنا أن المغرب يستعمل فعلا هذا البرنامج، لماذا لم يتم مهاجمة فرنسا و هولندا و إنجلترا و الولايات المتحدة الأمريكية و جل الدول الذين يستعملون نفس برنامج التجسس منذ ثلاثة سنوات؟.
كيف يمكن أن هناك بعض الصحفيين تم إدراج أسمائهم في اللائحة و كذبوا الأمر و تم حذف أسمائهم. ليس من الصعب العثور على لائحة أسماء و أرقام الهواتف من الأنترنت لأن لو قمت بشراء منتج أو بالتسجيل في موقع إلى غير ذلك، فبياناتك تظل موجودة أو يتم بيعها. أنظر فقط إلى نظام الألجوريتم.
أما بالنسبة للينكات أي شخص من أي جهة ممكن أن يتم اختراقه. ليس بالضروري أن يكون حقوقي أو سياسي.
المغرب قام قبل هذا ببسط سيادته الرقمية باعتماد قانون الأمن السيبيراني. و لجأ إلى القضاء المغربي و الفرنسي ضد هؤلاء المنظمات التي ساهمت في التشهير بالمغرب دون دليل. المغرب مازال ينتظر منذ سنة أن تقدم أمنيستي دلائل على مزاعمها التي تقدمت بها في تقريرها السنة الماضية في نفس الموضوع لكنها لن تستطيع لأنها أداة فقط أريد بها تشويه سمعة المغرب.
طبعا السبب هو أن هذا الملف أريد له أن يفتح ليكون أداة ضغط تمارس على المغرب، أولا من أجل ابتزازه و الإساءة لصورته و كذلك من أجل خلق شرخ بين أجهزته المتماسكة و محاولة زعزة الثقة بين أجهزته الأمنية و المؤسسة الملكية. أما جيران السوء أول من يسرعون إلى نشر البلاغات و تمويل القنوات الاعلامية لمزيد من الحملات ضد المغرب. لكن المغرب لن يرضخ لهذه الضغوطات و لن يحقق الأحلام الوهمية لجيران الشر. و توقيته يصادف العديد من الأحداث إذا ماتم ربطها سنفهم الموضوع بطريقة شمولية.
لهذا يجب أن نأخد نفسا و لا نتسرع بالحكم و لا نساهم في التشهير دون معرفة خلفية الأحداث. أما الأحداث الداخلية فهذا موضوع داخلي سيادي يجب أن يتم معالجته من طرف المغاربة بينهم عبر المؤسسات و القوانين الجاري بها العمل بدون تدخلات أجنبية. المغرب بلد سيادي و لا يحتاج إلى جهات خارجية لإعطائه الدروس.
*رئيسة المركز الدولي للدبلوماسية
