عبدو المراكشي
تتواصل معاناة سكان “تجزئة أكدال” في سيدي مومن بالبرنوصي في الدار البيضاء جرّاء المخاطر والإزعاج والضرر التي تلحقها بهم “ورشات صناعية” لا أحد يعرف متى ظهرت وكيف، آملين تحرَالجهات الوصية لوضع حد لهذا “التسيب” الذي قضّ مضاجعهم.
إقامة سكنية أم حي صناعي؟
في الوقت الذي يأمل سكان هذه التجزئة السكنية “الهادئة” أو بالأحرى التي كانت هادئة، تحرّك السلطات المسؤولة عن تتبع مساطر المخالفات وتدخّلها لوضع حد لتناسل”الورشات الصناعية” يتساءلون هل المنطقة التي يقطنونها تجزئة سكنية أم “حيّ صناعي”.. فقد صاروا غير قادرين على تحمّل الإزعاج والمخاطر التي تشكلها هذه الورشات الصناعية غير القانونية.
ويشعر قاطنو مختلف الإقامات السكنية التي تشكّل حي أكدال، حديث البناء، بامتعاض شديد جرّا هذا “التسيب” الذي صار يطبع الحي “العصري”، الذي انقلب فيه كل شيء إلى النقيض تماما.
من الهدوء التام إلى ضجيج بالليل والنهار
ظل حيّ أكدال، وفق شكايات توصلت بها جريدة le12.ma عربية، حتى وقت قريب، قبلة للباحثين عن الراحة والسكينة، اللتين تحمّلَ من أجلهما معظم قاطني المنطقة الأثمنة المرتفعة للشقق، لكنْ منذ فترة تغيّر الوضع رأسا على عقب، مع ظهور ما كان مستورا بمرور الأيام.
فقد اتضح، بمرور الوقت، أن التجزئة لم تكن غير كتل من الإسمنت دون مراعاة لضرورة وجود الفضاءات الحيوية الضّرورية في التهيئات السكنية المعمول بها في باقي المجالات الحضرية، كالمساجد وملاعب القرب والمراكز الصحية ومخفر للشرطة، ما أدّى إلى تراكم مجموعة من المشاكل النيّ دفعت البعض حتى إلى التفكير في منازلهم للبيع والرحيل بعيدا.
ناقوس الخطر
لمواجهة هذا الوضع الشاذ، أسس السكان المتضررون جمعية تتوصل بالعديد من الشكايات والعرائض الجماعية من المتضررين توجّهها بدورها إلى عامل مقاطعات عمالة البرنوصي سيدي مومن إلى الشرطة الإدارية ورئيس جماعة سيدي مومن مناشدين إياهم التدخّل لإيقاف ما سمّاه المتضررون “العبث” الذي صار يطبع حيهم، بعدما اجتاحته مظاهر مقلقة، مطالبين بصيانة بنية هذا الحي “الجديد”.
وما فتئت الجمعية اكدال التي سبق و دقت ناقوص الخطر و التي وجهت عديد المراسلات المؤرخة في تواريخ و ازمنة سابقة و موثقة تستنكر هذا التجاهل لقضايا وانشغالات السكان الذين اكتشفوا أنهم تعرّضوا لـ”الخداع” بعدما وجدوا أنفسهم في تجزئة سكنية تغيب فيها أدمى شروط العيش “الهادئ والمريح” الذي كانوا يمنّ به أنفسهم.
من يوقف هذا العبث؟
رغم صمً الجهات المعنية آذانها عنهم، تواصل جمعية اكدال توجيه نداءاتها إلى من يعنيهم الأمر من أجل منع تحول المنطقة إلى حيّ صناعي، داعية جميع المسؤولين المساهمين في إخراج هذه التجزئة إلى حيّز الوجود إلى تدارك الخصاص الكبير في المرافق الحيوية وتمكين السكان وسائل وسبل العيش الكريم اللائق بقيمة وعائها العقاري وبعث الاطمئنان من خلال تفعيل آليات الرقابة المؤسساتية الزجرية والاستجابة للمراسلات والعرائض الموقعة.
والأنكى من ذلك أن حتى أرضية التجزئة تحتاج إلى صيانة، إضحت تسبب خوفا وهلعا للسكان ولمستعماي وسائل النقل خوفا من أن “تهوى” بهم طرق وشوارع الحي، إذ أن كثيرا منها صارت “مقعّرة” إضافة إلى ظهور حفر “مخيفة” وممرات مائلة ومشاكل عديدة في قنوات الصرف الصحي وشبكات الاتصال وغيرها من المشاكل المؤرقة.
