اندلع فجر اليوم الخميس، حريق مهول ومدمر بسوق “جنان الجامع” بتارودانت، أحد أعرق وأكبر الأسواق الشعبية في المدينة، مخلفاً وراءه خسائر مادية جسيمة، فيما لا زالت الأسباب مجهولة.
النيران تلتهم الأرزاق بسرعة قياسية
تشير المعطيات الأولية التي توصلت إليها جريدة “Le12.ma” من عين المكان، إلى أن ألسنة اللهب انتشرت بسرعة كبيرة داخل أزقة ومحلات السوق الضيقة.
ويعود السبب الرئيسي لسرعة انتشار الحريق إلى الطبيعة القابلة للاشتعال للمواد المخزنة والمعروضة، خاصة داخل محلات بيع الملابس والأثاث والأواني المنزلية البلاستيكية، التي شكلت وقوداً إضافياً للنار.
وقد أتت النيران على مساحات واسعة من المحلات التجارية، ما تسبب في دمار كبير طال البنية التحتية والتجارية للسوق، الذي يُعد شرياناً اقتصادياً حيوياً، وركيزة معيشية أساسية تعتمد عليها مئات الأسر الرودانية في كسب قوتها اليومي.
جهود مكثفة للسيطرة على الكارثة
وفور إشعارها بالحادث، هرعت عناصر الوقاية المدنية إلى سوق “جنان الجامع”، مدعومة بتعزيزات من السلطات المحلية والأمنية، حيث باشرت على الفور عمليات إطفاء الحريق.
وقد تمت عملية التدخل بتنسيق وتعاون مع بعض التجار والمتطوعين الذين حاولوا المساعدة في تسريع جهود السيطرة على الحريق قبل أن يلتهم المزيد من الممتلكات.
ورغم الجهود الجبارة والتضحيات التي يبذلها رجال الإطفاء، ما تزال فرق الوقاية المدنية تواصل عملياتها، في محاولة للسيطرة الكاملة على الجيوب المشتعلة وتبريد الموقع لتجنب عودة النيران.
ويعيش التجار والسكان حالة من الترقب والقلق الشديدين، وهم يتابعون بصمت مصير أرزاقهم ومستقبل نشاطهم التجاري من بعيد.
ولا تزال المدينة تنتظر حصيلة نهائية دقيقة للأضرار وتوضيحاً رسمياً لأسباب هذا الحريق المروع الذي ضرب قلب تارودانت التجاري.
تبقى التساؤلات مطروحة حول مدى تأثير هذه الكارثة على الاقتصاد المحلي للمدينة، والخطوات المقبلة لدعم التجار المتضررين وإعادة تأهيل هذه المعلمة التجارية التاريخية.
إدريس لكبيش / Le12.ma
