في مداخلة قوية أمام لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب، اليوم الثلاثاء، شدد النائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، محمد غياث، على أن تقييم الدخول المدرسي لا ينبغي أن يقتصر على حدث إداري سنوي، بل يجب اعتباره موعدا وطنيا لتقييم أربع سنوات من الإصلاح التربوي.
وقال، مخاطبا المعارضة، “المدرسة ليست قضية وزارة فقط، بل قضية وطن وأمة بأكملها..ليس لدينا وقت لهدر زمن الإصلاح، وهذه رسالة واضحة لزميلاتي وزملائي في المعارضة”.
وأكد محمد غياث، خلال الاجتماع الذي حضره وزير التربية الوطنية سعد برادة، أن نجاح الوزير في هذا الورش هو نجاح للمغرب بأكمله، بغض النظر عن الانتماء السياسي، موضحا أن “الإصلاح لا يقاس بالأسابيع أو الشهور، لأنه ورش معقد وتراكمي”.
وأضاف، في هذا الصدد، “ما تحقق خلال أربع سنوات لا يمكن إنكاره، ويعتبر إنجازا استثنائيا بكل المقاييس، سواء من حيث توسيع العرض التربوي، أو تحسين أوضاع المدرسين، أو دعم الأسر عبر برامج اجتماعية فعلية. فالأرقام تتحدث عن نفسها”.
وأشار غياث إلى أن القطاع يعيش تحولا حقيقيا في فلسفة الدولة، بعد عقود من الفشل في برامج الإصلاح التي أضاعت أجيالا، مضيفا، في هذا السياق، “نمر من منطق التسيير إلى منطق التقييم والنجاعة، ومن الشعارات إلى النتائج الملموسة، ونعطي للوزير فرصة لمواصلة الإصلاح”.
غياث… بلا مواربة
رغم كونه نائبا داعما للأغلبية، لم يتجنب محمد غياث التطرق للمشاكل التي يواجهها قطاع التعليم، بل عرضها بالتفصيل وبصراحة، مسلطا الضوء على إشكالية الهدر المدرسي الذي وصل إلى 260 ألف تلميذ، والاكتظاظ في المؤسسات التعليمية، مؤكدا أن “المدرسة لديها زمن حياة محدد”.
وشدد، بهذا الخصوص، على ضرورة إعادة النظر في بناء المدارس، موضحا أن حل المشكل في (le pre fabrique) المتسم بسرعة الإنجاز.
وتطرق النائب البرلماني في مداخلته أيضا إلى الفجوات بين العالم القروي والحضري، خاصة فيما يتعلق بالتنقل المدرسي، مؤكدا فشل المجالس المنتخبة في تدبير هذا الملف.
واستعرض غياث دوره كممثل في المجلس الأعلى للتربية والتكوين ورئيس الهيئة المكلفة بإعداد التقرير السنوي لسنة 2024 المرفوع إلى جلالة الملك، وأثار نطة تقديم مشروع المدرسة الجديدة، مشددة على أن مشروع مدارس الريادة أجود وأفضل، وداعيا إلى تعميمه على كامل المنظومة التربوية.
واختتم مداخلته بتوجيه عبارات تقدير للوزير وأطر القطاع، قال فيها “أريد أن تهنئتك على غيرتك على هذا القطاع، وعبرك أريد أن أهنأ جل أطر الوزارة الحاضرون والغائبون على المجهود المبذول”.
*عادل الشاوي
