في 8 مارس، نقول هؤلاء هن النساء المستحقّات لعيد يومي للتذكير بتضحياتهنّ من أجل أبنائهن مع تدريسهن دون انتظار الشّكر أو التّعويض من أحَد
حسَن الرّحيبي
تهنئة خاصّة وصَادقة لجنس المرأة التي مثلت أمهاتنا الصّامدَات والصّبورَات اللّواتي توفي أزواجهن مبكراً وتركوا لهنّ سرباً من الأطفال .
في غيابها. كان الجميع ينتظر عودتها من الخلاء حاملةً منجلها أو عتلتها تعمل بالحقول وتعود بسنابل « لفريك » تشويها من أجل الغذاء ومتعة تذوق « راس العام »رغم الحراسة الشديدة لأصحاب حقول القمح.
إذا تقول: مّالنا ما نذوݣوش راس العام ؟ .
يوم الإثنين صَباحاً تحمل سلّة البيض وبعض طيور الدجاج أو البيبي لبيعها واستلام نقود الأسبوع الذي قضَته في العمل.
في فصل الشتاء حين تضيق الحقول بسبب الوحل والحرث نصعد بالمواشي للسّاحل مع قضَاء اليوم في البحث عن كمأة الترفاس truffes نجمعه رغم صعوبة البحث عن شجرة « القُصّيد »الدالّة على حبات التّرفاس المغطاة بالحصَىٰ والتراب.
نملأ به سطالي الميريكان ونبيعه يوم السّبت ببعض القروش لشراء الملابس والأشياء الضّرورية . خاصّةّ قماش مخطّط نسميه كتّان الشّيباني نصنع منه جليلبات للأطفال الصّغار ..
لما انتقلت للدراسة بسيدي بنّور كان نصيبي من الإرسال (التّصَيفيطة) 10 دريال صَباح يوم الثلاثاء أي يوم السوق..
تْصَللّي وتوذّن مع بّارك العطّار زريݣ لعوينات.. بعض الأسابيع لا يأتي بشيء عندما لا يكون عمل في الحقول أو البيوت للنسيج فيردني خائباً أجرّ ذيول اليأس والإحباط : ما صيفطت لك امّك والو البارح آوليدي .
فأعود لبيت الكراء باكياً لا أعرف ما أفعل ولا كيف أقضي الأسبوع متضَوّراً جوعاً..
بينما بلادنا تحتفي بالأعياد الدينية والوطنية مستدعيةً كل من هبّ ودبّ ليغنّي لبؤسنا وضَيق حالنا.…وعلى من تعاود زبورك يا داوَد ؟
نقول هؤلاء هن النساء المستحقّات لعيد يومي للتذكير بتضحياتهنّ من أجل أبنائهن مع تدريسهن دون انتظار الشّكر أو التّعويض من أحَد …
رَحِم الله أمهاتنا الجَميلات بأخلاقهنّ العظيمات بصَبرهنّ واستماتتهن من أجل الحياة ..وكي نعيش نحن أيضاً ..
