المصطفى الحروشي 

يبدو أن محمد امكراز وزير الشغل ورئيس شبيبة العدالة والتنمية، بات قاب قوسين أو أدنى من مغادرة منصبه الحكومي، بعدما تبرأ من تصريحاته المثيرة حول السياسة الخارجية للمملكة، عدد من صقور حزبه الذين يصنفون في خانة المقربون من الدوائر العليا في البلاد.

وتفيد معطيات خاصة توصلت إليها الجريدة الإلكترونية “le12.ma” عربية، دخول سعد الدين العثماني رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في نقاش مستفيض مع بعض أولئك الصقور، من بينهم وزير سابق حول تصريحات أمكراز وضرورة تدخل قيادة الحزب لتصحيح الوضع.

وتشير معطيات الجريدة إلى أن عدد من صقور “البيجيدي”، اعتبروا أن الموقف الرسمي للحزب حول عودة مكتب اللإتصال  الإسرائلي إلى الرباط، وموقفهم كذلك من علاقة الحكومة بالقضية الفلسطينية، عبر عنه الحزب في بلاغ رسمي، وأن ما دونه لا يعبر إلا عن موقف شخصي لصاحبه، في إشارة واضحة إلى تبرؤ قادة بحزب العدالة والتنمية من تصريحات أمكراز، بما يضع مصيره كوزير مرشح لجميع الإحتمالات ومنها الإقالة أو الإستقالة.

وكان تصريح مثير للجدل، خص به محمد أمكراز وزير الشغل ورئيس شبيبة العدالة والتنمية، قناة الميادين الإيرانية، يوم السبت 12 دجنبر الجاري، بخصوص استئناف العلاقات التجارية بين المغرب وإسرائيل، قد وضعه في وجه عاصفة جديدة من غضب المغاربة قد تعجل بإقالته من منصبه الوزاري.

وتحدث أمكراز باسم المغارب لما قال: “إن شبيبة العدالة و التنمية تعارض التطبيع مع إسرائيل”، مضيفا: ”موقفنا مبدئي، وواضح و ليس عليه غبار في موضوع التطبيع وفي باقي المواضيع الأخرى المتعلقة بالقضية الفلسطينية، فنحن نعبر عن موقف الشبيبة التاريخي وموقف جميع المغاربة”، ما آثار غضب الكثير من المغاربة.

وتوالت الردود الغاضبة بشأن كبوة وزير الشغل في حكومة سعد الدين العثماني، بحيث طالب العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بإعفائه ومحاسبته إثر تصريحه لقناة فضائية تمولها إيران وحزب الله المعاديان للسيادة الوطنية.

ونشر الأستاذ الجامعي عمر الشرقاوي، عدة تدوينات عبر صفحته الخاصة بـ”الفايسبوك”، إطلعت عليها الجريدة الإلكترونية “le12.ma“، جاء فيها: “خصك تكون سميتك امكراز باش تخرج في قناة ايرانية لكي تهاجم اتفاق مغربي أمريكي وانت وزير في حكومة، وفي نهاية الشهر يمتلئ حسابك البنكي ب7 ملايين وبعد نهاية ولايتك تتمتع بمعاش وزاري ب4 ملايين. للاسف البيجيدي نجح في تتفيه وتسفيه المنصب الوزاري. طبعا لن تكون هناك ردود فعل اتجاه هذا العبث فالوزير قد ضبط في خرق للقانون وتهرب من “CNSS” ومع ذلك ظل يخرج في عينيه”.

تابع الشرقاوي، “استمرار امكراز يعني العبث”، مضيفا، “العيب والخطيئة ماشي فقط يخرج وزير في قناة رسمية إيرانية لانتقاد أكبر انجاز ديبلوماسي خلال العقود الأخيرة. العيب أصلا أن يكون مثله وزيرا في زمن “تبهدلت” فيه صفة الوزير مع حزب البيجيدي، والعيب الأخر أن يضبط وزير في دولة كالمغرب  لا يؤدي واجبات “CNSS” لمستخدميه ويستمر في مهامه بل ويرسله رئيس الحكومة للبرلمان للدفاع عن تعويضات أصحاب الضمان الاجتماعي. العيب أن يظل مثل هذا الشخص في منصبه دون ان يتقدم رئيس الحكومة بمقترح إعفائه وكأن مريضنا ما عندو باس. واليوم سيحاول العثماني الانحناء أمام العاصفة ويطالب وزيره بالصمت وبعد ذلك ستستمر الأمور إلى حين وقوع كارثة أخرى من الوزير الأعجوبة”.

وفي تدوينة جديدة قال الشرقاوي: ”في ماي 2018 أصدرت الخارجية المغربية بلاغا بقطع العلاقات مع الجمهورية الإيرانية والسبب تقديم إيران دعما عسكريا عبر السفارة الإيرانية في الجزائر لجبهة البوليساريو الانفصالية، بالإضافة إلى اتهام حزب الله اللبناني بتدريب عناصر عسكرية من جبهة البوليساريو الانفصالية بدعم من سفارة إيران بالجزائر. واليوم يخصص وزير في حكومة المغرب حوار مع قناة الميادين التابعة لحزب الله والممولة إيرانيا لانتقاد الموقف الديبلوماسي لبلده.”

و تسائل الشرقاوي: علاش اعفي العثماني من وزارة الخارجية في عهد حكومة بنكيران؟ لانه ارتكب خطأ ديبلوماسيا جسيما في الكويت بل وجنى حتى على سفير المغرب هناك سي بناني، والقصة سيأتي يوم لروايتها. لذلك اسي العثماني وزيرك في التشغيل دار خطأ جسيم بانتقاد قرارات بلده اتخذها ملك البلاد في قناة تابعة لدول معادية للمغرب وتمول البوليساريو اوا دير خدمتك الدستورية واقترح اعفاءه غير ذلك سنكون امام حكومة العبث.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *