ما الذي يجعل “صحفي الكنبة” يقطع عطلته في منتجعه الصيفي الفاخر، ليطل على مغاربة العالم بدعوتهم: “الله يعاونكم إلى جيتو”، بدل الترحيب المغربي الصادق المعتاد: “مرحبا بكم في بلادكم”؟.
وما الذي يدفع شخصًا خرج حديثًا من السجن، بعد إدانته بتهم اغتصاب و إتجار بالبشر، إلى محاولات جديدة لاغتصاب العقول والاتجار بالأفكار؟.
ومن هي الجهة التي تحركه لترويج إدعاءات كاذبة، من قبيل أن ثمن غرفة في فندق بمارتيل يفوق خمس مرات ثمن غرفة في باريس أو لندن، مع أن نقرة واحدة على “بوكينغ” كفيلة بفضح زيف مزاعمه؟.
أليس من الغريب أن تتزامن هذه الادعاءات مع موجة إستهداف رقمي غير مسبوقة للسياحة الوطنية، تحاول بالأساس ثني الجالية المغربية بالخارج عن زيارة وطنها الأم خلال العطلة الصيفية؟.
وما علاقة “صحفي الكنبة” بهذه الحملات التي تنتج محتويات رقمية متنوعة على منصات التواصل الاجتماعي، وتعمل على ترويج صورة قاتمة عن التجربة السياحية في المغرب بأسلوب متكرر ومنظم، يوحي بأن الأمر يتجاوز ردود الفعل الفردية العفوية، ويدخل في إطار “حرب ناعمة” تستهدف زعزعة الثقة بين الجالية ووطنها الأم؟.
من هي الجهة التي يمكن أن تستفيد من تقليص عودة مغاربة العالم إلى بلادهم؟. وما سر انخراط “صحفي الكنبة” في هذه الحملة بشكل علني ومباشر؟.
وما المقابل الذي يتقاضاه وهو يستجم في منتجعه الفاخر خارج المغرب مقابل تقديم هذه الخدمات من خلال حديث الكنبة؟.
هل يتوفر بدوره على جمعية تُستعمل كغطاء لتبرير تلقيه الدعم، أم أنه يحصل عليه “كاش”؟.
هل تناسى كيف حرف مؤسسته الإعلامية المشبوهة، إلى “بورديل” مهني للابتزاز والاستغلال الجنسي؟.
ثم ما علاقة كل ذلك بالحملات التي يشنها على رئيس الحكومة، في سيناريو يوحي بأن الأمر أكبر من مجرد تصفية حسابات شخصية، بل يمتد إلى خدمة أجندات تستهدف ضرب المؤسسات، وعلى رأسها مؤسسة رئاسة الحكومة؟.
وما علاقة هذا وذاك بخروج جريدة مغمورة بفيديو مصوَّر يتجاوز إمكانات جريدة إلكترونية، تحاول من خلاله تصوير عزيز أخنوش في عطلته رفقة عائلته خارج المغرب، لتقديم صورة مغلوطة مفادها أن رئيس الحكومة لا يشجع السياحة الداخلية، علمًا أن المغاربة لم يعتبروا يومًا أن السفر للخارج يسيء للسياحة الوطنية، ولا أن قطاع السياحة ببلادنا رهين بترويج صور لمسؤول عمومي في إحدى الوجهات المحلية!.
لذلك، فإن توالي هذه الحملات وتنسيقها، وتوزيع الأدوار بين المشاركين فيها، يطرح أكثر من سؤال حول خلفيات الاستهداف، والجهات التي تموّل وتخطط لذلك.
كما يطرح سؤالًا حول الدور الذي يلعبه “صحفي الكنبة” في هذه الحملات التي تستهدف صورة المغرب ومؤسساته، مستفيدًا من تاريخه الأسود في الاتجار بالبشر، وماضيه القذر في ابتزاز الضحايا من عاملاته في المعدومة «أكاذيب اليوم»…
* منير الأمني
