تسلمت خلال الساعات الماضية، الدول المعنية في مجلس الامن الدولي، مسودة قرار حول الصحراء، تضمن لأول مرة إعتماد مشروع الحكم الذاتي، بإعتباره الأساس الوحيد والأوحد، من أجل حل سلمي لهذا النزاع الموروث عن الحرب الباردة والذي عمر زهاء نصف قرن من الزمن.  

 وفي هذا الإطار، جاء في الفقرة الثانية من مسودة القرار:” يعرب عن دعمه الكامل للأمين العام ومبعوثه الشخصي في تيسير المفاوضات على أساس مقترح الحكم الذاتي المغربي، الجاد والموثوق والواقعي، بهدف التوصل الى حل عادل ودائم للنزاع”.

مسودة القرار، الذي سيصوت عليه المجلس في 30 أكتوبر، مدّد، لأول مرة، للمينورسو مدة 3 أشهر فقط. وعلق القيادي السابق في جبهة البوليساريو والمعارض اللاجئ في موريتانيا، مصطفى سلمى ولد سيدي مولود على هذه المسودة المسربة، بتدوينة مرفقة بفقرات من الوثيقة قائلا: “مسودة قرار ثوري مزلزل مرتقب في مجلس الامن بشأن غلق ملف نزاع الصحراء لصالح السلام في المنطقة”.

 أحمد نشاطي، الكاتب الصحفي المغربي، كتب من جهته:” 6 نوفمبر لن يكون فقط احتفالا بالمسيرة الخضراء، وإنما بالانتصار النهائي للصحراء.. وما تبقى من خزعبلات النظام العسكري الحاكم في الجزائر، ومن قذاراته الشائطة والطائشة شظاياها هنا في المغرب ستتحول إلى مجرد تفاصيل صغيرة سيعرف المغاربة جيدا كيف سيرمونها في المزبلة…”.

 فيما علق وليد كبير الكاتب والصحفي الجزائري، عن المسودة التي أعدتها الإدارة الأمريكية، قائلا في تدوينة له على موقع فايسبوك:

” شكرا عمي ترامب”.

  حرص أمريكي على إنهاء النزاع

وقبل ساعات فقط من تداول المسودة المسربة، كشف مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن اعتزام الولايات المتحدة فتح قنصلية في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية خلال الولاية الثانية لترامب.

وأكد بولس ‏في تصريح حصري لقناة الشرق، بث خلال الساعات الماضية، استمرار الموقف الأمريكي الداعم لسيادة المغرب على صحرائه.

‏وقال بولس: “أكيد إن شاء الله، هذه هي الصحراء المغربية. الرئيس ترامب أكد على سيادة المغرب وعلى إيجاد حل دائم لهذا الملف.”

‏وأضاف أن خطاب جلالة الملك محمد السادس الأخير كان تاريخيا وواضحا في الدعوة إلى إنهاء نزاع عمره خمسون سنة.

وأشار إلى أن مجلس الأمن، سيصوت بعد أسبوعين على مشروع قرار يخص البعثة الأممية في الصحراء المغربية.

‏وتحدث بولس عن أهمية الحوار والتقارب بين الجزائر والمغرب كدولتين جارتين وشعبين شقيقين يجمعهما التاريخ والكثير من الأمور.

وأكد أنه لمس خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر ولقائه بالرئيس عبد المجيد تبون رغبة واضحة لدى النظام الجزائري في تحسين العلاقات مع المغرب ملكا وحكومة وشعبا.ذ

‏ومن خلال تحليل مضمون هذا التصريح، يقول الكاتب الصحفي/ الجزائري وليد كبير، يتضح وجود تناقض واضح بين ما يُقال في الكواليس وما يُروج في الخطاب السياسي والإعلامي الرسمي الجزائري المتسم بالتصعيد المزمن تجاه المغرب.

كما نوه بولس بالتعاون الوثيق بين المغرب وعدد من الشركاء الأوروبيين، وعلى رأسهم فرنسا، المملكة المتحدة، إسبانيا، والاتحاد الأوروبي، معبرا عن تفاؤله الكبير بقرب التوصل إلى حل دائم وإيجابي لقضية الصحراء المغربية.

جاءت هذه التطورات، بعد أيام فقط من تصريح لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إعتبرته وسائل إعلام مغربية تحولات في الموقف الروسي تجاه مغربية الصحراء، وأدخل الخارجية الجزائر في حالة هيستيريا فقدان حليف تعتبره إستراتيجي في دعم عرقلتها للوحدة الترابية للمغرب.

 

صفعة للجزائر. إحداث لجنة عمل مغربية-روسية قبل حسم موسكو لمغربية الصحراء

قالها لافروف وتزلزل قصر المرادية

يذكر أنه في تطور يخدم السلام في شمال أفريقيا، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الحكم الذاتي يمثل تجسيدا عمليا لمفهوم تقرير المصير الصحراء المغربية.
‎

وأشار لافروف في ندوة صحفية تم عقدها أول من أمس  الأربعاء، بقصر الكرملين في العاصمة موسكو، إلى أن هذه القضية العالقة منذ أكثر من خمسين عاما لا تزال تفرض نفسها على الساحة الدولية.
‎

‎وردا على تقرير المصير الذي تطالب به الجزائر، ذكر لافروف بتجربة جيمس بيكر، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، الذي عمل كمبعوث للأمم المتحدة للصحراء المغربية، موضحا أن جميع الأطراف في حينه كانت تدعم تنظيم استفتاء نزيه لتقرير المصير، مع التركيز على ضمان مشاركة كافة مكونات المنطقة في التصويت.
‎

‎وأشار الوزير الروسي إلى أن الوضع تطور مع مرور الوقت، مؤكدا أن المغرب لم يرفض مبدأ تقرير المصير، لكنه يرى أن هذا الحق يمكن تحقيقه من خلال إطار الحكم الذاتي الذي يضمن مصالح جميع الأطراف.
‎

‎صفعة للجزائر. المغرب يوقع إتفاقية ترفع علم روسيا في سواحل الصحراء المغربية

‎وفي هذا السياق، أشار لافروف إلى موقف الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب، الذي اعترف بسيادة المغرب على صحرائه، لكنه شدد على أن اعتراف دولة واحدة لا يغلق الباب أمام الحلول الشاملة، بل يجب أن تكون القرارات متوازنة وتعكس مصالح جميع الأطراف المعنية، كما أكدها قرار مجلس الأمن الحالي.
‎

‎وشدد الوزير الروسي على أن الهدف الأساسي هو التوصل إلى حل عملي ومستدام يعكس روح العدالة والتوافق الدولي، مع الأخذ بعين الاعتبار تطورات القضية عبر العقود الماضية.

تأديب روسي لتطاول جزائري

‎أدب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صحفية جزائرية بقناة الجزائر الدولية (قناة عمومية) عندما و من خلال رده على سؤالها رسالة مباشرة للنظام العسكري الجزائري.


‎سؤال الصحفية، يقول الصحفي الجزائري، وليد كبير،« كان في غير محله ويفتقر إلى الدقة بل ويمكن وصفه بالبلادة لأن دول الساحل هي من رحبت بروسيا وبقواتها (الفيلق الافريقي)».
‎

‎لكن لافروف، يضيف وليد، « إستغل الفرصة مشيرا إلى أن السؤال كُتب للصحفية مسبقاً ليرد عليها بطريقة صادمة ذكر فيها بنقطة في غاية الأهمية».
‎

‎لقد قال لافروف، «ان الحدود الموروثة عن الاستعمار (المصطنعة) وراء تأجيج معظم الصراعات في القارة الأفريقية كالخلاف القائم بين الجزائر ومالي وأشار إلى شعب التوراق وما حدث في منطقة البحيرات الكبرى في أفريقيا».
‎

‎جواب لافروف، يوضح وليد، «مس بشكل مباشر بالثابت العقائدي للنظام الجزائري الذي يدافع بشراسة عن مبدا “الحفاظ على الحدود الموروثة عن الاستعمار”.

‎“فهل سيتم استدعاء سفير روسيا لدى الجزائر للاحتجاج ام سيكتفي العسكر بالصمت المألوف كالعادة!». يتساءل الصحفي الجزائري، وليد كبير. 
‎

‎يذكر أن مخابرات الجزائر المعروفة بإسم مخابرات عبلة عادة ما تجند عملاء لها في ثوب صحفيين، وهو ما لم ينطلي على قيدوم الديبلوماسية العالمية، الروسي سيرغي لافروف.

تتجه الأنظار خلال الأيام المقبلة إلى مجلس الأمن الدولي، الذي يتهيأ لمناقشة التقرير الدوري حول قضية الصحراء المغربية وتجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة “المينورسو”، وسط تحولات نوعية في المواقف الدولية باتت تؤشر إلى أن العالم يتهيأ لتتويج المبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل وحيد واقعي للنزاع الإقليمي المفتعل.

التحول الدولي: من الحياد إلى الاعتراف

لم يعد المغرب يخوض معركة الإقناع، بل يعيش مرحلة القطاف السياسي لما زرعته دبلوماسيته الهادئة والحازمة بقيادة الملك محمد السادس. فثلاث دول من بين الأعضاء الخمسة الدائمين بمجلس الأمن، وكلها تملك حق النقض (الفيتو)، باتت تعترف صراحة بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية:

الولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت أول دولة كبرى تُعلن، بقرار رئاسي في دجنبر 2020، اعترافها الكامل بسيادة المغرب على الصحراء.

فرنسا، التي أكدت في أكثر من مناسبة أن الحكم الذاتي المغربي هو “الحل الوحيد الجاد والواقعي”.

المملكة المتحدة، التي تبنّت في مواقفها الأخيرة رؤية متقدمة تعتبر مبادرة الحكم الذاتي “قاعدة صلبة للنقاش السياسي الواقعي”.

أما روسيا الاتحادية، التي كانت تُصنَّف سابقًا في خانة الحذر، فهي اليوم بصدد إعادة تموضع دبلوماسي محسوب.

فقد عبّر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشنين، خلال لقائه السفير المغربي في موسكو لطفي بوشعرة، عن دعم بلاده لجهود “حل سياسي دائم ومقبول من جميع الأطراف” — وهي العبارة المفتاحية التي تعبّر عن التحول الروسي التدريجي نحو الموقف المغربي.

أما الصين الشعبية، وإن لم تُصدر بيانًا سياسيًا مباشرًا، فإن استثماراتها الضخمة في الأقاليم الجنوبية (من مشاريع الطاقات المتجددة إلى البنية المينائية والتكنولوجية) تمثّل في حد ذاتها اعترافًا عمليًا بالسيادة المغربية.

فبكين التي تواجه تحديات الانفصال في تايوان لا يمكنها دعم كيان انفصالي في شمال إفريقيا دون أن تناقض مبادئها الراسخة في وحدة الدول.

من “مينورسو المراقبة” إلى “مينورسو التنفيذ”

في هذا السياق الدولي الجديد، تبرز داخل أروقة الأمم المتحدة دعوات متزايدة إلى إعادة تعريف مهام المينورسو. فقد أثبتت التجربة أن هذه البعثة، بصيغتها التقليدية، تحوّلت إلى جهاز مراقبة للجمود، لا رافعة لتقدم المسار السياسي.

لذلك يُطرح اليوم احتمال تحويلها إلى بعثة تنفيذية تُشرف على تنزيل مبادرة الحكم الذاتي المغربي باعتبارها الحل العملي الوحيد الممكن.

هذا السيناريو يجد سنده في القانون الدولي وفي سوابق أممية مشابهة، ما يجعل من الأمم المتحدة شريكًا في تنفيذ الحل السياسي بدل الاكتفاء بدور المتفرج على النزاع.

التحولات الدولية واحتضار الأطروحة الانفصالية

إن التحول الملحوظ في مواقف القوى الكبرى، من واشنطن إلى موسكو ومن لندن إلى بكين، يؤكد أن الأطروحة الانفصالية دخلت مرحلة الاحتضار السياسي، وأن الجزائر وجبهة البوليساريو فقدتا آخر مبررات الوجود الدولي لقضيتهما المفتعلة.

لقد انتصر المنطق الواقعي على الأوهام الثورية القديمة، وصار صوت المغرب هو من يُملي أجندة النقاش الدولي لا العكس.

القرار المنتظر نهاية أكتوبر لن يكون مجرد تمديد روتيني لولاية أممية، بل سيكون اختبارًا لمصداقية مجلس الأمن في مواجهة نزاعٍ مفتعل طال أمده بلا جدوى.

فإما أن يواكب المجلس التحول الواقعي الجديد، أو يظل سجين بياناته التقليدية التي تجاوزها التاريخ.

الجزائر.. 50 عاما من العزلة

في المقابل، تبدو الجزائر وكأنها آخر من يدرك أن خريطة العالم تغيّرت. فبينما تتقدم الأمم نحو الواقعية، تواصل الجزائر الارتهان إلى خطابٍ بائدٍ من سبعينيات القرن الماضي، تُنفق المليارات على مشروعٍ وهميٍّ لم يثمر سوى العزلة.

 لقد فقد النظام الجزائري القدرة على التكيّف مع التحولات الكبرى، إذ ما زال يُصر على معاداة المغرب في زمنٍ أصبحت فيه حتى القوى العظمى تعترف بسيادته وتراهن على استقراره الإقليمي.

إن العالم يتجه بثقة نحو الاعتراف بالمغرب كقوة استقرار إفريقية وفاعلة في السلم الدولي، بينما تبقى الجزائر غارقة في حساباتٍ باردة لزمنٍ انتهى. وهنا يكمن الفارق بين دولة تصنع المستقبل بدبلوماسية هادئة ونظامٍ يهرب من الحاضر بشعاراتٍ جوفاء.

 

*جريدة LE12.MA

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *