أعادت مباراة المنتخب الوطني أمام جزر القمر فتح النقاش مجددًا حول التراجع اللافت في مستوى اللاعب زحزوح، الذي كان يُعدّ أحد أبرز صناع اللعب في البطولة خلال الموسم الماضي.
مشاهدة المواجهة الأخيرة تكفي للكشف عن حجم الانحدار؛ فاللاعب بدا منهارًا بدنيًا، ومتذبذبًا على مستوى التمركز، وخسر عدة كرات في وسط الميدان تحولت إلى هجمات مرتدة خطيرة للمنافس.
أما داخل منطقة العمليات، فقد غاب الحسم والفعالية، فلا هو نجح في التسجيل، ولا تمكن من خلق فرص حقيقية لزملائه.
هذا التراجع لم يكن وليد الصدفة. فبعدما بدأ اللاعب مساره الاحترافي في فرنسا واستعاد آنذاك اهتمام عدة أندية منها أولمبيك ليون ونيس ولانس، اختار رفض تلك العروض والانتقال بدلًا من ذلك إلى نادي الوكرة القطري.
انتقالٌ لم يحتج سنوات ليكشف عن آثاره؛ فبضعة أشهر فقط كانت كافية لإظهار المنحدر الحاد الذي دخله اللاعب على مستوى التنافسية والجاهزية.
زحزوح، الذي كان حاضرًا في معسكرات سابقة مع المنتخب الوطني، بات اليوم بعيدًا حتى عن حسابات الأساسيين في المنتخب الرديف.
وفي مباراة أمس، تأخر المدرب عزيز السكتيوي كثيرًا في إخراجه، رغم وضوح التأثير السلبي لبقائه داخل الملعب. وفي المقابل، يُظهر الكرتي حاليًا جاهزية وتنافسية أفضل بكثير، ما يجعله خيارًا أوليًا في هذا المركز.
ويظل اللاعبون أحرارًا في اتخاذ قراراتهم المهنية، غير أن بعض الاختيارات قد تكون مكلفة.
ولعل المقارنة بين لوكا مودريتش وغيره تقدّم مثالًا صارخًا؛ فالنجم الكرواتي، رغم تقدمه في السن، رفض الملايير القادمة من السعودية وعروضها الضخمة، واختار البقاء في أجواء المنافسة الصعبة بالكالتشيو، مقدمًا تضحيات مالية كبيرة حفاظًا على مستوى التحدي والشغف.
وهي مفارقة واضحة مع مواطنه بروزوفيتش لاعب النصر، وتبقى مجرد واقعة للاستدلال، مع الإقرار بالفارق الكبير في العقلية والتشبث بروح اللعبة.
* منعم بلمقدم – ناقد رياضي
