مسعود بوعيش
من شرفتي
نحن “الجيل” الذي يستعد للاحتفال بالذكرى الخمسين لبداية الشغب الجميل
نحن جيل الأحلام الكبرى
مثلنا مثل شباب العالم زمنذاك
نحن الجيل الذي وَجد أمامه، عند بداية النضال، جدول أعمال ورثه الجيل لاستمرار الفعل و التفعيل
نحن جيل انخرطنا في جدول أعمال الجيل الذي سبقنا إلى النضال التحرري
وترك لنا كتابا مفتوحا لمواصلة الكتابة
نحن جيل النضال الديمقراطي الجماهيري الواسع
الذي انخرط في منتصف سبعينيات القرن العشرين
قرن الأحداث الكبرى التي صنعت عالم اليوم وصراعاته
نحن الجيل الذي لم ولا يستعمل الأطفال والصبيان كذروع بشرية في النضال الديمقراطي والحقوقي والسياسي
نحن الجيل الذي ساهم في صياغة ورسم خريطة استغلال الفضاء العام
وصناعةِ مفاتيحَ صيانةِ وحمايةِ مكتسباتها
نحن جيل تعلّم الغناء والرقص والشعارات الثورية في الفضاء العام
نحن جيل ربط في نضاله بين الحقوق والواجبات
نقول لكم ولكن:
إن الأفعال الإجرامية، التي وقعت خلال 48 ساعة الأخيرة، كشفت أن جيلكم يضم في صفوفه كثيرا من الجبناء والمنافقين والمقنّعين
ندعوكم إلى طرد وعزل هؤلاء الجبناء من صفوفكم فورا
نحن الجيل الذي يؤمن ويعتقد بتعاقب أجيال النضال من أجل الحرية والكرامة والمساواة وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية
لكن لا نعتقد أن تاريخ النضال الديمقراطي والحقوقي ببلدنا ابتدأ مع جيلنا
لا ثم لا
نحن نبذل جهدا كبيرا لفهم ومعرفة تمثّلاتكم(ن) للنضال السلمي لأجل تحسين الأوضاع والنهوض بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية
وبالتالي تجنب السقوط في “مصيدة” صراع الأجيال
نحن جيل يقول لكم ولكن أن الأفعال الإجرامية والتخريبية لمرافق عمومية وخصوصية ومحاولة ترويع الناس والاعتداء على حرياتهم الفردية في السفر والتنقل يؤكد بالملموس أن مسيراتكم ومظاهراتكم تسلّل إليها الجبناء
وبلغة جيلي، التي تنزع عنهم (ن) الرجولة وتصف أفعالهم الإجرامية بأفعال
الشمايت، نقول إن الفضاء العام المشترك واستغلاله للتعبير تَحْكُمه معادلة صعبة ومعقدة تتطلب الخبرة والمهارة والوعي الديمقراطي الثاقب لدى القيادات الميدانية
لأن ممارسة الحرية يحد القانون نسبيتها، وبالتالي فإن التمتع الفعلي بالحق الكامل قد يجعلك أحيانا في خصومة مع القانون
الموظفون العموميون المكلفون بإنفاذ القانون يحق لهم استعمال كل ما من شأنه حماية الحريات العامة
نحن جيل الشغب الجميل نقول للجيل الحالي:
إن أفراد القوات العمومية المكلفين بإنفاذ القانون ليسوا أعداء لنا، نحن أنصار الشغب الجميل، لأنهم مغاربة موظفون كلّفتهم الدولة بالسهر على الأمن والاستقرار والطمأنينة والسكينة وحماية الممتلكات العامة والخاصة
وإذا أخطأوا عن عمد أو قصروا أو تقاعسوا، حاسبهم قانون الوظيفة العمومية والقانون الخاص بموظفي الأمن الوطني
نحن الفئة من المدافعين عن حقوق الإنسان المعيارية نقول لكن ولكم بالصراحة التي تميز جيلكم:
إن سقوط أي شرطي مكلف بإنفاذ القانون ضحية اعتداء بمثابة سقوط كل حرياتي العامة وحقوقي في الفضاء العام إلا ما يكفله القضاء بلغة حقوق الإنسان المعيارية أثناء الأزمات
هل فهمت رسائلي يا ولدي من الجيل الحالي الذي اختار له اسم “زِيد”، الشاب الصغير سنا والذي لم تلده لي أمي، يا أخي في الانتماء إلى المغرب، الذي بدأ يتشكل عبر التاريخ العريق لهذا الشعب الأصيل بفضل عمل الأجيال المتعاقبة
أنا مشاغب حزين، اليوم فاتح أكتوبر 2025، أدين بشدة أفعال الشمايت!!!
كاتب وفاعل مدني وحقوقي
