في المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل المباراة الافتتاحية امام جزر القمر، وبنبرة لم تخلُ من الصرامة المعهودة، أطلق الناخب الوطني وليد الركراكي “قنبلة” مدوية في وجه نوعية معينة من الجماهير.

وجه وليد رسالة مباشرة بالدارجة المغربية الصرفة: “اللي غادي يجي للتيران يتصور وميشجعش، غير يبقى في الدار”.

لم يكن الركراكي في هذا التصريح مجرد مدرب يتحدث عن تكتيك المباراة، بل كان “قائداً للأوركسترا” يحدد إيقاع المدرجات قبل انطلاق العزف.

هو يدرك أن تنظيم “الكان” في المغرب هو امتحان حقيقي، ليس فقط للاعبين فوق المستطيل الأخضر، بل للجمهور الذي يجب أن يكون “اللاعب رقم 12” بكل ما تحمله الكلمة من ضغط وتأثير، وليس مجرد “متفرج” يبحث عن لقطة “سيلفي” أو فيديو للذكرى بينما رفاق حكيمي يصارعون في الميدان.

رسالة الركراكي كانت واضحة: “نحن لا نريد سياحاً، نحن نريد مشجعين”. يريد ذلك الجمهور الذي “يستفز” الخصم بضغط متواصل، ويشعل الحماس في عروق الأسود عندما يشتد النزال.

الركراكي يعلم أن المونديال الإفريقي يُربح بالتفاصيل الصغيرة، وأهم هذه التفاصيل هي “الرهبة” التي يجب أن يشعر بها الخصم بمجرد دخوله ملعب مولاي عبد الله.

إنها دعوة صريحة للعودة إلى جوهر الانتماء؛ تلك الروح التي رأيناها في ملاعب قطر، حيث كان الزئير المغربي يتفوق على صخب الهواتف.

الركراكي يطالب بالالتحام الجماهيري الصادق الذي لا تشوبه رغبة في “البوز” أو استعراض الحضور على منصات التواصل الاجتماعي.

مساء اليوم الأحد بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، حين تطلق صافرة البداية أمام جزر القمر في الثامنة مساءً، سيكون الاختبار الأول “الميدان للأسود، والمدرجات لمن يملك “الحنجرة” والقلب النابض بحب القميص”.

أما “المصورون” وعشاق “الترند”، فقد كان وليد واضحاً معهم: “أريكة البيت” هي المكان الأنسب لمتابعة التفاصيل، لأن الملعب غداً محجوز فقط لمن سيصنع الفارق بصوته وتشجيعه.

رشيد زرقي / Le12.ma

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *