أكادير: محمد السلامي

 

هنا أكادير، عاصمة السياحة، و وجهة الاستمتاع بملذات الحياة، تشير عقارب الساعة إلى العاشرة ليلا، لم تبقى سوى 120 دقيقة لرحيل عام “الحزن” ودخول سنة الكل يأمل بأن تكون بألوان قوس قزح.

خلال جولة ليلية لكاميرا جريدة “le12.ma عربية، عبر عدد من المحاور الكبرى والمواقع الإستراتيجية لمدينة الانبعاث، لا ترصد سوى شوارع خاوية على عروشها، ومحلات كانت خلال هذه الليلة من العام الماضي تنبض بالحياة وتتراقص على أنغام إحتفالات “البوناني”.

فعلى مستوى شارع الحسن الثاني، وكورنيش أكادير ومختلف المناطق السياحية،  لاترى سوى أفراد من قوات الأمن، يتحدون موجة البرد لتأمين فرض حظر التجوال.

على طول المسارات التي سلكها الفريق الصحفي، كان حضور الشرطة ملحوظا بشكل جلي، حيث رصد على مستوى عدد من السدود القضائية، أن هناك يقظة كبيرة لمجموع عناصر الأمن المتواجدة بعين المكان.

وعلى مستوى السدود القضائية والإدارية، وكذا نقط المراقبة، تصل تعبئة العناصر الأمنية إلى مداها الأقصى، من أجل تحديد الأشخاص الذين يوجدون خارج منازلهم بعد حظر التجوال، واستفسارهم عن أسباب تنقلهم الليلي والتأكد من توفرهم على ترخيص استثنائي مخصص لهذا الغرض.

وغير بعيد، تجوب العناصر الأمنية (الفرق المتنقلة عبر السيارات مدعومة بالدراجين) مختلف النقاط والشوارع والفضاءات العمومية وأحياء المدينة من أجل ضمان الاحترام الدقيق لقواعد حظر التجوال الليلي، والتدخل عند الضرورة لتطبيق القانون في حق المخالفين.

ويتعلق الأمر بمجهود دؤوب وعمل كبير ونبيل يبذله أبطال الواجب الوطني، بشكل يومي، من أجل أمن المملكة ومؤسساتها، لاسيما في ظل هذه الظرفية الخاصة التي يمر بها العالم، وهو ما يجعلهم محط تقدير وإعجاب من لدن المواطنين.

و بعيدًا عن شوارع عاصمة سوس عند دخول خطر التجوال حيز التطبيق، كان التسابق نحو الاحتفالات الخاصة برأس السنة قد انطلق طوال نهار أمس الخميس.

لقد أفرغت أو هكذا بدت المحلات الشهيرة في بيع الحلويات وأخرى للخمور من مخزونها قبل عصر الخميس، حيث كان لكل زبون وجهته ومبتغاه بين من اختار الحلويات ومن اختبار المشروبات الروحية ومن جمع بين الاثنين، إنها الحياة الخاصة والاختيارات الخاصة. 

في خضم ذلك  كانت محلات التجميل الراقية، على موعد من زبونات من نوع خاص..إنها على ما يبدو التحضيرات الاستثنايئية التي تسبق الاحتفالات الاستثنائية.

ما إن أرخى الليل بسدوله على مدينة أكادير، حتى جرى تهريب الاحتفالات الصاخبة برأس السنة، من مراقص وفنادق المدينة إلى فضاءات خاصة… إنهم المحبون للحياة  يأبون أن ينزع عن مدينة الشمس والبحر ثوب “النشاط”..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *