قبل 48 ساعة فقط من قص شريط افتتاح كأس أمم إفريقيا “المغرب 2025″، توقفت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية العريقة عند “المعجزة الكروية” المغربية، واصفة المملكة بأنها لم تعد مجرد قوة إقليمية، بل أصبحت نموذجاً عالمياً يُدرس في كيفية بناء النجاح الرياضي من خلال الرؤية الطويلة المدى والبنيات التحتية المتطورة.

أكاديمية محمد السادس.. “المختبر” الذي أبهر العالم

أكدت الصحيفة اللندنية واسعة الانتشار أن أكاديمية محمد السادس لكرة القدم هي المحرك الرئيسي لهذا التحول العميق. واعتبرت أن نجاح “أسود الأطلس” في بلوغ نصف نهائي مونديال قطر لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتاج تكوين صارم في هذه المؤسسة المرموقة التي فرّخت نجوماً يسطعون اليوم في سماء أوروبا، أمثال نايف أكرد، عز الدين أوناحي، ويوسف النصيري.

هذا التكوين امتد ليشمل الفئات السنية، حيث استحضرت الصحيفة الإنجاز التاريخي للمنتخب المغربي لأقل من 20 سنة المتوج بلقب كأس العالم في أكتوبر الماضي، كدليل قاطع على أن “خزان المواهب” المغربي لا ينضب.

أرقام قياسية وطموح يعانق السماء

سلط التقرير الضوء على “الزحف” المغربي نحو الصدارة العالمية، مشيراً إلى أن كتيبة وليد الركراكي حققت 18 انتصاراً متتالياً، وهو رقم قياسي عالمي وضع الأسود في خانة “المنتخب الذي لا يقهر” قبل انطلاق العرس الإفريقي بعد غد الأحد المقبل.

وفي تصريح يعكس حجم الثقة، قال الناخب الوطني وليد الركراكي للصحيفة: “من المذهل أن نرى إلى أي حد تطور كل هذا في فترة زمنية وجيزة.. ما حققناه اليوم إنجاز لا يضاهى”.

ملاعب مبهرة

ولم تغفل “ذا تايمز” الجانب التنظيمي، حيث وصفت الملاعب المغربية بـ “المبهرة” و”المتطورة تقنياً”.

وأشارت إلى أن ملاعب الرباط وطنجة، وصولاً إلى مشروع ملعب الحسن الثاني العملاق بالدار البيضاء (115 ألف متفرج)، ليست مجرد ملاعب للكرة، بل هي واجهة حضارية تؤكد جاهزية المغرب التامة لاحتضان أدوار نهائية تاريخية في مونديال 2030 بالاشتراك مع إسبانيا والبرتغال.

كسر “العقدة” الإفريقية

ويجمع المراقبون، ومعهم صحيفة “ذا تايمز”، على أن الظروف الحالية للمنتخب المغربي، الذي يضم نجوماً يمارسون في أرقى الأندية الأوروبية ويتمتعون ببيئة احترافية في بلدهم، تجعل منه المرشح الأول والوحيد لكسر عقدة كأس إفريقيا التي غابت عن خزائنه منذ عام 1976.

بين عبقرية الإدارة التقنية، وبراعة المواهب الشابة، وجرأة البنيات التحتية، يثبت المغرب للعالم أن الريادة الكروية ليست ضربة حظ، بل هي “ثقافة حديثة” تُبنى بالعمل والطموح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *