ما أن أعلن الملك عن الشروع في الإعداد المبكر للانتخابات التشريعية القادمة حتى نشطت الماكينة العدلاوية الصدئة للتشويش على هذا الإعداد.

لا جديد عند دهاقنة عدلاوة وغيرهم من الهامشيين في الخطاب أو المواقف.

هم ضد الديمقراطية من الأصل وما زالوا غارقين في أوهام القومة و الخلافة على مقاسهم ودولة دكتاتورية البروليتاريا، وطبيعي أن لا يروا في الانتخابات أسلوبا لاختيار من يمثل الشعب.

*أبو وائل الريفي

لا يخفى الهدف طبعا على أحد لأن اقتراب الكثير من الاستحقاقات الدولية والقارية التي يحتضنها المغرب تصيب أعداءه بحقد أعمى.

لا يصدق كل هؤلاء أن المغرب أصبح فاعلا دوليا يحظى باحترام وتقدير المنتظم الدولي -دولا ومنظمات- وإسناد تنظيم الكثير من التظاهرات والفعاليات الكبيرة إليه شهادة ثقة وعنوان اقتناع بأنه بلد آمن ومؤهل وناجح.

ينظر بعض أعداء المغرب إلى هذه النجاحات كمصدر تهديد لمصالحهم ولاستمرارهم.

الجارة ترى أن كل نجاح للمغرب يغذي الأسئلة عند شعبها عن سبب نجاح المغرب وإخفاقهم رغم الفرق الشاسع في الإمكانيات، وطبعا لن يكون الجواب سوى إفلاس نظام حكم يستأثر بكل السلط ويقف عائقا أمام تطوير البلاد ويبذر ثرواته في إذكاء الحروب والصراعات التي تخدم الإرهاب وتغذي الجريمة العابرة للحدود وتضعف دول المنطقة كلها وتصدر الأزمات إلى دول الجوار.

بعض الحاقدين من الداخل على نجاحات المغرب يرون في تشريف المغرب باحتضان هذه الفعاليات الدولية نهاية لهم، وإنهاء ل”تنوعيرهم”، وتشتيتا لصفهم الذي يراهنون به للحفاظ على مصالحهم التي ألفوا تأمينها بالابتزاز والريع وكأنهم مواطنون من درجة استثنائية تبيح لهم ما لا يباح لغيرهم لأنهم فوق القانون ولا يخضعون لأنظمة تدبير مؤسسات الدولة.

بعض من هؤلاء لم يعد يخفي ارتباطاته بأجندات معادية خارجية، وكل نجاح للمغرب في كسر هذه اللوبيات وفضح تلك الأجندات يزيدهم فضحا وعزلة وسط المغاربة.

لذلك لا نستغرب مسارعتهم إلى البحث عن كل ما يرون فيه عاملا لوقف عجلة مؤسسات الدولة لأن عقدتهم الدائمة هي هذا الصعود المتدرج والسريع للمغرب والثقة والمكانة التي يحظى بها عالميا.

ما أن أعلن الملك عن الشروع في الإعداد المبكر للانتخابات التشريعية القادمة حتى نشطت الماكينة العدلاوية الصدئة للتشويش على هذا الإعداد.

لا جديد عند دهاقنة عدلاوة وغيرهم من الهامشيين في الخطاب أو المواقف.

هم ضد الديمقراطية من الأصل وما زالوا غارقين في أوهام القومة و الخلافة على مقاسهم ودولة دكتاتورية البروليتاريا، وطبيعي أن لا يروا في الانتخابات أسلوبا لاختيار من يمثل الشعب.

هم يعرفون عزلتهم وانصراف الأتباع عن جماعتهم وأحزابهم وانتشار الفتور وسط من لا يزالون وسط تنظيم تنتشر فيه كل أمراض المحسوبية والريع والانتهازية والاتجار بكل شيء من أجل الحفاظ على المكانة التي توفر للمتعيشين من الجماعة موارد تتحاشى القيادة حتى اليوم ذكر مصدرها وأوجه صرفها كما يتطلب ذلك القانون والأخلاقيات.

مشاغبات عدلاوة المبكرة على الانتخابات مؤشر على استشعار الخطر على الأتباع الذين يتأكد لسدنة المعبد أن أعدادا منهم تشق عصا الطاعة وتشارك خفية في الانتخابات لأنهم سئموا موقفا غير مبرر وغير منطقي تتمسك به الجماعة لأنها تنتظر إبرام صفقة مع الدولة مقابل المشاركة وتجهل أن الدولة لا تخضع للابتزاز. هل باستطاعة عدلاوة إنجاز استطلاع ونشره للعموم حول سلوك الأتباع في الانتخابات؟ نتمنى أن يمتلكوا الشجاعة لذلك؟

يزداد اقتناع عدلاوة وغيرهم من الساكنين في الهامش السياسي والمطمئنين لموقفهم المقاطع أن نجاح الانتخابات ضربة قاصمة لهم وإعلان إفلاس سياسي مبكر لأطروحاتهم التي أصابها الصدأ وصارت محفوظة من كثرة تكرارها رغم تغير كل الظروف والأسباب، ولذلك فلا حل أمامهم سوى تبخيس كل مراحل الإعداد لانتخابات قلنا في أكثر من مناسبة أنها ذات أهمية بالغة بالنظر إلى ما سيواكب المؤسسات المنبثقة عنها من استحقاقات حاسمة يمكن أن ترفع أكثر من مكانة المغرب وموقعه في محيطه.

شغب الهامشيين رسالة أخرى لكل الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني لتفهم ما ينتظرها والمطلوب منها حتى تركز على ما يجب منحه الأولوية في التفكير والعمل فلا تنشغل بالقضايا الثانوية والمزايدات الفارغة والمناكفات الجانبية التي تجعل المغاربة في وضعية ريبة تجاه المسلسل الانتخابي بسبب المشاركين فيه وليس بسبب أهدافه ومنظومته.

مسؤولية جذب المغاربة ورفع مستوى المشاركة منوطة أساسا بالأحزاب وهذه المنظمات ومن مؤشرات الحكم على مقترحاتها نهاية الشهر ما تطرحه من مبادرات وخطوات واقتراحات للرفع من مستوى تفاعل وتجاوب ومشاركة المغاربة في هذه الانتخابات.

يبحث عدلاوة عن أي “قضية” لملء الفراغ وإشغال المريدين وبعث حيوية داخل صف يتآكل وتشيع وسطه النميمة والمؤامرات حتى في أعلى درجات قيادته. يبحث عدلاوة عما يكسرون به عزلتهم وقد بدأوا يستوعبون أن ملف غزة لم يعد جاذبا للأتباع وقد ينتهي في أي وقت.

يبحث عدلاوة عما “يشبكون” به العلاقة مع “الرفاق” الذين يراهنون على إفشال الانتخابات وهم متأكدون من عدم قدرتهم على ذلك وقد اعتادوا الاستعانة بخدمات “التريتور العدلاوي” في مثل هذه المناسبات.

سيبقى التحدي مطروحا أمام كل “الهامشيين” أن يتقدموا بمقترحات تجعل المغاربة يعرفون حقيقتهم ويحكمون على مدى واقعيتهم. وسيبقى التحدي أمامهم أن يتقدموا للانتخابات لمعرفة وزنهم الحقيقي عند المغاربة.

على الجميع أن لا ينساق وراء محاولات جر النقاش العمومي إلى قضايا مغلقة تنعش العدمية وتوجه اهتمامات المغاربة إلى وجهات لا تخدم تطوير المسار الديمقراطي للمغرب.

غير كل ما سبق ستبقى مشاغبات “الهامشيين” هامشية ولن تحقق هدفهم الاستفزازي للدولة لأن المغاربة الذين صوتوا بكثافة على الدستور الذي جعل الاختيار الديمقراطي ثابتا هم أول من سيحمي هذا الاختيار والذي تشكل الانتخابات بوابته.

والمشاورات العلنية والمفتوحة مع الأحزاب فرصة للجميع ليدلوا بما يرونه ضروريا لتحقيق انتخابات في مستوى انتظارات المغاربة.

لن توقف تلك المشاغبات قطار الديمقراطية، ولن تستفز السلطات، والقانون فوق الجميع، والشعب حكم وله من الأدوات ما يمكنه من التمييز بين من يقترح من أجل تطوير المنظومة الانتخابية وبين من يسلك مسلك التعجيز والاستفزاز والتشويش وربما هو لا يؤمن بالانتخابات لأن هواه يتمنى ولاية الفقيه أو القومة أو المهدوية أو ربما دكتاتورية بروليتاريا مرشوشة ببعض بهارات الديمقراطية ولكنها بعيدة عن مقتضيات الديمقراطية التي تجعل الاختيار في الأول والأخير للشعب من خلال صناديق الاقتراع وليس شيئا آخر.

*نشر في شوف تفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *