جمال أزضوض
كشفت دكتورة مغربية مقيمة بالديار البلجيكية في مراسلة خاصة بجريدة Le12.ma، أن بلجيكا تحرص على تلبية رغبة ضحايا فيروس كورونا في مصير جثثهم بعد الموت –إن لم يتمكّنوا من النجاة- عبر وصايا يختارون فيها الدفن أو الحرق.
وذكرت الدكتورة التي فضّلت عدم الكشف عن إسمها، كونها غير مخوّل لها الحديث إلى وسائل الإعلام، أن إجتماعا ضم الفريق الطبي والإداري بالمستشفى الذي تشتغل فيه، خلال بداية إنتشار الفيروس في دولة بلجيكا، وذلك لإختيار مصير جثثهم كذلك بعد الوفاة إن أصيب أحدهم بالفيروس، مشيرة إلى أن العديد من أفراد طاقم المستشفى –حتى غير المسلمين- فضلوا الدفن.
وأكدت المتحدّثة ذاتها، إلى أنه مباشرة بعد وفاة أحد ضحايا فيروس كورونا، يتم إخبار جمعيات تعنى بالجالية المسلمة، حيث تتكفّل الأخيرة بعملية الدفن بتنسيق مع أهل الهالك.
وأشارت إلى أن عملية الدفن بالنسبة للسلطات المختصة هي الأسهل بالمقارنة مع الحرق، غير أن المشكل يكمن في مصاريف الخيار الأول، وهو الأمر الذي فطنت له الجالية المسلمة في هذا البلد الأوربي، تضيف المتحدّثة، إذ بادروا إلى جمع التبرعات وشراء بقعة أرضية خصّصوها مقبرة للمسلمين. فيما يُدفن مسلمي الدول الأخرى -التي لا تتوفر على مقابر إسلامية- في مقابر مختلطة لكن في جناح خاص.
وعلى صعيد آخر، قال مغربي مقيم بالديار الفرنسية، أن عملية دفن موتى المسلمين ضحايا فيروس كورونا في هذه البلاد الأوربية، تتم بشكل عادي ووفق الشريعة الإسلامية، مع إستبعاد عملية الغسل. يضيف المتحدّث.
متحدّث آخر قال لجريدة Le12 إن بعض الدول الأوربية تسمح لبعض أهالي ضحايا الفيروس بحضور عملية الدفن وصلاة الجنازة، على أن يقتصر ذلك على مقرّبيه فقط وأخذ الإحتياطات اللازمة كمسافة الأمان الوقائية.
المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة يطمئن الجالية بخصوص مصير جثث ضحايا كورونا
وكان المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة أصدر، بلاغا بدّد فيه مخاوف الجالية المغربية المقيمة بالدول الأوربية وأهاليهم في المغرب بهذا الخصوص.
وقال المجلس أنه “فيما يتعلق بالوفاة الطبيعية التي يتعذر معها نقل جثة الميت إلى البلد الأم كما كان معتادا من قبل، فإنه يجوز دفن الميت في البلد الذي توفي فيه في المقبرة العمومية، وخاصة في المقبرة التي خصص جزء منها لدفن أموات المسلمين”.
أما بخصوص ضحايا فيروس كورونا المسلمين، قال المجلس الأوربي للعلماء المغاربة، فإنه “يموت شهيدا إن شاء الله. وبالنسبة لتجهيزه بعد وفاته فإذا تعذر تغسيله بالطريقة العادية المعروفة، ولو بصب الماء على جسده بدون تدليك، فإنه يُيَمم إذا أمكن وإلا سقطت الطهارة بالكلية، ولا تسقط الصلاة بحال من الأحوال ولو غيابيا، ويكفن ولو من فوق لباسه الذي توفي فيه ويصلى عليه ويدفن”.
وطمأن المجلس المغربة قائلا: ”يجوز شرعا أن يترك الميت وصية بنقل جثته بعد ذلك حيث يريد، عندما يتيسر الأمر في المستقبل، ويسمح قانون الدفن بذلك”.
