نجحت الأجهزة الأمنية المغربية، أمس الأربعاء، في إحباط محاولة اقتحام جماعي لمدينة سبتة المحتلة، في عملية كشفت بوضوح عن الخلفيات والدوافع المحرضة التي تقف وراءها جهات جزائرية مشبوهة.
تأتي هذه المحاولة بعد أيام من انتشار واسع لدعوات تحريضية منسقة عبر صفحات رقمية جزائرية، هدفها الواضح تأجيج الأوضاع على الحدود الشمالية للمملكة.
استنفار أمني يكشف التنسيق المشبوه
شهدت مدينة الفنيدق والمناطق المتاخمة للحدود حالة استنفار أمني غير مسبوق، غير أن الاستجابة المغربية السريعة عكست وعيًا كاملاً بخطورة التنسيق المشبوه الذي سبق العملية.
فقد تم تعزيز التواجد الأمني بشكل مكثف على طول الشريط الحدودي، مع رفع درجة التأهب ونشر الدوريات البرية والبحرية والجوية في إطار خطة استباقية محكمة تهدف إلى سد الطريق أمام أي محاولة لاستغلال ملف الهجرة لأغراض سياسية.
وبحسب مصادر محلية، فإن محاولة التسلل تمت من طرف مجموعة من المهاجرين غير النظاميين، حيث أكدت المصادر وجود عناصر جزائرية ضمنهم، حاولوا العبور سباحة أو التسلل عبر السياج.
هذا الوجود يعزز الشبهات حول الدور التحريضي الذي لعبته المنصات الجزائرية في حشد وتوجيه هؤلاء المهاجرين.
وقد تم توقيف جميع المتورطين لإخضاعهم للتحقيق الشامل للكشف عن جميع ملابسات وخلفيات هذا التحرك.
منصات جزائرية.. أداة للابتزاز السياسي
تؤكد المعطيات الأولية أن الدعوات التحريضية التي سبقت المحاولة نُسقت عبر منصات رقمية تُدار تحديداً من داخل التراب الجزائري.
ويُعتقد أن وراء هذه المنصات شبكات منظمة للاتجار بالبشر، لا تتردد في استغلال أوضاع المهاجرين الهشة، لكن هذه المرة لأغراض سياسية وإعلامية واضحة تستهدف خلق الفوضى والتوتير مع المغرب.
ويرى مراقبون أن هذه العملية ليست مجرد حادثة هجرة غير نظامية عابرة، بل هي حلقة جديدة ضمن سلسلة من المناورات الجزائرية الرامية إلى خلق توتر مصطنع بين المغرب وإسبانيا.
وتأتي هذه المحاولات في وقت يشهد فيه التعاون بين الرباط ومدريد تقارباً متزايداً وتنسيقاً أمنياً رفيع المستوى، ما يكشف عن حالة ارتباك لدى النظام الجزائري أمام تنامي الدور الإقليمي والدولي للمغرب كشريك أمني موثوق في المنطقة.
إن التدخل المغربي الحازم لم يضمن فقط حماية حدوده، بل أرسل رسالة واضحة مفادها أن استغلال قضايا إنسانية كملف الهجرة لأهداف سياسية وتحريضية هو خط أحمر، وأن المغرب قادر على الجمع بين الحزم الأمني والمسؤولية الإنسانية، مع الحفاظ على استقراره وصد أي محاولة لزعزعة سيادته ومكانته الاستراتيجية.
