Le12.ma
أكد الروائي المغربي حسن أوريد، “أن اللغة العربية دفنت قبل أن تشب عن الطّوق، لأنه لم تتم دراسة الأفكار والطروحات التي قدمها رواد هذه اللغة حق دراسة، ولكون كثير من الكتاب قد تهجموا عليها”، مستطرداً:” اللغة العربية قادرة على أن تكون لغة علم، لكن الواقع الحالي يؤكد أنها في انتكاسة”.
وعرض أوريد خلال ندوة بعنوان ” أزمة الثقافة في ضوء التحولات الدولية”، أقيمت أمس الأربعاء، ضمن فعاليات “معرض الكويت الدولي الـ 44 للكتاب “، في حديثه على الشاعر الكبيرأبي الطيب المتنبي، قائلا “لا يمكن الحديث عن الثقافة العربية دون الحديث عنه، لأنه النجم الساطع للغة العربية”، داعياً إلى تشجيع الشباب على قراءة أعمال، قبل إشارته إلى أن شخصية الحاج محمد باحنيني، هي التي وجهته إلى الإعجاب باللغة العربية وبالمتنبي على الخصوص، وذلك بعدما تتلمذ على يديه في صغره، وكان تأثيره ظاهراً في رواية أوريد “رباط المتنبي”، حيث أن استحضار المتنبي – حسب رأيه – هو استحضار للثقافة العربية برُمتها.
وقال أوريد “إنه لا يمكن الاستهانة بدور المثقف، رغم كل العوائق التي تواجهه، موضحاً أن أزمة المثقف، رغم كون المصطلح جديد على العرب، فهي ليست مرتبطة فقط بالعالم العربي، بل هي أزمة دولية، حيث أصبح متجاوزا من طرف الخبير والشعبوي والتكنوقراطي”، قبل أن يلفت إلى “أن أدوات المثقف هي العقل لا العاطفة والمعتقدات، وكذلك الحرية، فليس هناك عمل ثقافي دون حرية، ودون معانقة للقضايا العادلة للمجتمع”، لكن ذلك “لا يعفيه من ضرورة نزوله من برجه العاجي لمواجهة واقعه”.
وبعد الهجوم عليه، عاد أوريد للدفاع عن المثقف، حيث قال” بألا يتوجب تحميله أكثر من طاقته في أي مجتمع، فهو ليس عرافاً ولا كاهناً، وألا نجعله مشجباً نعلق عليه كل خطايانا واخفاقاتنا، فنظرته لواقعه أفضل من نظرة السياسي إليه، حيث يرتبط السياسي بما هو آني، بينما يأخذ المثقف مسافة من كل الأشياء ليحاول الإجابة عن أسئلتها بشمولية أكبر”، مضيفاً “أن عمل المثقف ليس جهداً فردياً، إذ على المجتمعات أن تستشعر بنفسها حاجتها إلى هذا المثقف”.
كما عرّج أوريد للحديث عن المفكر عبد الله العروي، مؤكداُ أن هذا الأخير أحدث خلخلة في نسق الثقافة العربية، إلا أنه آخذ عليه تجنّيه على الليبرالية العربية، ذات الليبرالية التي انجبت – حسب رأيه – طه حسين وتوفيق الحكيم وحسين هيكل، والذي أخذوا عن الغرب دون أن يتصادموا معه، ودون أن يُغير فيهم ما يؤمنون به من قيم روحية.
